ترجمة محمد حلمي الريشة
تَسلِيمة نَسرِين:
قصائدُ سُجيناتٍ
كتبتْ تسليمة نسرين (شاعرةٌ منْ بنغلاديش، مواليد 1962) قصائدَ تحتَ
عنوانِ: "قصائدُ سُجيناتٍ" حينَ أُجبرتْ علَى العيشِ فِي السِّجنِ فِي
مكانٍ لمْ يُكشفْ عنهُ فِي دِلهي، فِي الفترةِ منْ 22 نوفمبر 2007
إِلى 19 مارس 2008. هذهِ ترجمةٌ لبعضٍ مِنها.
الغرفةُ
الَّتي أُجبِرتُ علَيْها...
الغرفةُ الَّتي أَعيشُ فِيها
الآنَ لَها نافذةٌ مغلقةٌ،
نافذةٌ لاَ أَستطيعُ فتحَها بإِرادتي.
تمَّ تغطيةُ النَّافذةِ بستارةٍ كثيفةٍ بحيثُ لاَ يمكِنُني أَن أَتحرَّكَ كمَا أَشاءُ.
أَعيشُ الآنَ فِي غرفةٍ،
حيثُ لاَ يمكِنُني أَن أَفتحَ البابَ بإِرادتي، ولاَ يمكِنُني أَن أَتخطَّى العتبةَ.
أَعيشُ فِي غرفةٍ، حيث السُّكانُ الآخرونَ فقطْ همَا
سُحليَّتانِ واهنتانِ علَى الحائطِ. لاَ يسمحُ لرجلٍ أَو لأَيِّ مخلوقٍ يشبِهُ الرَّجلَ هُنا.
أَعيشُ فِي غرفةٍ حيثُ أَجِدُها تشكِّلُ ضغطًا كبيرًا علَى التَّنفُّسِ.
مَا منْ صوتٍ حولَها، ولكنْ لخَبطِ رأْسِكَ تجاهَ الحائطِ.
لاَ أَحد آخر يتفرَّجُ فِي العالمِ، ويتوقَّعُ اثنتينِ منَ السَّحالي.
إِنَّهمْ يَروْنَ بأَعينٍ مفتوحةٍ علَى سعتِها، ومَن يدرِي إِذا كانُوا يشعُرونَ بالأَلمِ- ربَّما يشعُرونَ بهِ.
هلْ يبكُونَ كذلكَ، حينَ أَبكي؟
أَعيشُ فِي غرفةٍ حيثُ لاَ أُريدُ أَن أَعيشَ،
غرفةٍ حيثُ أَجِدُ نَفْسي مجبرةً علَى العيشِ،
غرفةٍ حيثُ الدِّيمقراطيَّةُ تُجبِرني علَى العيشِ لأَيَّامٍ لاَ تَنتهِي،
فِي غرفةٍ فِي الظَّلامِ، وفِي الشَّكِّ، معَ تهديدٍ بالشَّنقِ،
وفِي الأَلمِ، والتَّنفُّسِ بصعوبةٍ، والدِّيمقراطيِّة الَّتي تُجبِرني علَى العيشِ،
فِي غرفةٍ حيثُ تَستنزِفُني العلمانيَّةُ بعيدًا عنِ الحياةِ، قطرةً قطرةً.
فِي غرفةٍ تُجبِرني علَيْها حَبيبتي الهندُ...
أَنا لاَ أَعرفُ إِذا كانَ كلُّ هؤلاءِ الرِّجالِ المشغولينَ كثيرًا جدًّا أَوِ المخلوقاتِ الَّتي تبدُو مثلَ الرِّجالِ سيكونُ لدَيْهم ثانيتانِ لتجنيبِ تَحويلِي إِلى
كتلةٍ هامدةِ قدْ تخرجُ منَ الغرفةِ فِي يومٍ منَ الأَّيَّامِ،
البغيضةِ، الكتلةِ الدُّهنيَّةِ، كتلةِ العظامِ.
الموتُ سيكونُ إِفراجًا؟ ربَّما الموتُ يحدِّدُ واحدًا حُرًّا،
حرِّرَ فِي الماضِي ليَعبرَ العتبةَ.
السُّحليَّتانِ اللَّتانِ ستحدِّقانِ بعيدًا طوالَ اليومِ،
ربَّما تشعُران بالحزنِ أَيضًا.
شخصٌ مَا سيدفِنُني، وربَّما رجلٌ منَ الحكومةِ،
ملفوفةً بعَلمِ الدِّيمقراطيَّةِ، في تربةِ حَبيبتي الهندِ.
سأَعثرُ علَى بيتٍ هناكَ أَخيرًا، معَ عدمِ وجودِ عتبةِ للعُبورِ،
سأَعثرُ علَى بيتٍ هناكَ حيثُ سيكونُ التَّنفُّسُ سهلاً.
نافذةٌ لاَ أَستطيعُ فتحَها بإِرادتي.
تمَّ تغطيةُ النَّافذةِ بستارةٍ كثيفةٍ بحيثُ لاَ يمكِنُني أَن أَتحرَّكَ كمَا أَشاءُ.
أَعيشُ الآنَ فِي غرفةٍ،
حيثُ لاَ يمكِنُني أَن أَفتحَ البابَ بإِرادتي، ولاَ يمكِنُني أَن أَتخطَّى العتبةَ.
أَعيشُ فِي غرفةٍ، حيث السُّكانُ الآخرونَ فقطْ همَا
سُحليَّتانِ واهنتانِ علَى الحائطِ. لاَ يسمحُ لرجلٍ أَو لأَيِّ مخلوقٍ يشبِهُ الرَّجلَ هُنا.
أَعيشُ فِي غرفةٍ حيثُ أَجِدُها تشكِّلُ ضغطًا كبيرًا علَى التَّنفُّسِ.
مَا منْ صوتٍ حولَها، ولكنْ لخَبطِ رأْسِكَ تجاهَ الحائطِ.
لاَ أَحد آخر يتفرَّجُ فِي العالمِ، ويتوقَّعُ اثنتينِ منَ السَّحالي.
إِنَّهمْ يَروْنَ بأَعينٍ مفتوحةٍ علَى سعتِها، ومَن يدرِي إِذا كانُوا يشعُرونَ بالأَلمِ- ربَّما يشعُرونَ بهِ.
هلْ يبكُونَ كذلكَ، حينَ أَبكي؟
أَعيشُ فِي غرفةٍ حيثُ لاَ أُريدُ أَن أَعيشَ،
غرفةٍ حيثُ أَجِدُ نَفْسي مجبرةً علَى العيشِ،
غرفةٍ حيثُ الدِّيمقراطيَّةُ تُجبِرني علَى العيشِ لأَيَّامٍ لاَ تَنتهِي،
فِي غرفةٍ فِي الظَّلامِ، وفِي الشَّكِّ، معَ تهديدٍ بالشَّنقِ،
وفِي الأَلمِ، والتَّنفُّسِ بصعوبةٍ، والدِّيمقراطيِّة الَّتي تُجبِرني علَى العيشِ،
فِي غرفةٍ حيثُ تَستنزِفُني العلمانيَّةُ بعيدًا عنِ الحياةِ، قطرةً قطرةً.
فِي غرفةٍ تُجبِرني علَيْها حَبيبتي الهندُ...
أَنا لاَ أَعرفُ إِذا كانَ كلُّ هؤلاءِ الرِّجالِ المشغولينَ كثيرًا جدًّا أَوِ المخلوقاتِ الَّتي تبدُو مثلَ الرِّجالِ سيكونُ لدَيْهم ثانيتانِ لتجنيبِ تَحويلِي إِلى
كتلةٍ هامدةِ قدْ تخرجُ منَ الغرفةِ فِي يومٍ منَ الأَّيَّامِ،
البغيضةِ، الكتلةِ الدُّهنيَّةِ، كتلةِ العظامِ.
الموتُ سيكونُ إِفراجًا؟ ربَّما الموتُ يحدِّدُ واحدًا حُرًّا،
حرِّرَ فِي الماضِي ليَعبرَ العتبةَ.
السُّحليَّتانِ اللَّتانِ ستحدِّقانِ بعيدًا طوالَ اليومِ،
ربَّما تشعُران بالحزنِ أَيضًا.
شخصٌ مَا سيدفِنُني، وربَّما رجلٌ منَ الحكومةِ،
ملفوفةً بعَلمِ الدِّيمقراطيَّةِ، في تربةِ حَبيبتي الهندِ.
سأَعثرُ علَى بيتٍ هناكَ أَخيرًا، معَ عدمِ وجودِ عتبةِ للعُبورِ،
سأَعثرُ علَى بيتٍ هناكَ حيثُ سيكونُ التَّنفُّسُ سهلاً.
إِرهابٌ
جنودٌ، وبنادقُ فِي
أَيدِيهم، يجُولونَ علَى مَقربةٍ، كلُّهمْ حَولي.
أَقفُ فِي وسطِهمْ، غيرَ مسلَّحةٍ.
الجنودُ لاَ يعرفُونني، ويحدِّقونَ فِي المرأَةِ غيرِ مسلَّحةٍ منْ وقتٍ لآخرَ، بنظرةٍ غريبةٍ.
لاَ أَحد يَعرفُ لماذَا أَنا هُنا فجأَةً.
هيئةٌ قذرةٌ، وثيابٌ وسخةٌ، وشَعرٌ أَشعثُ مكتئبٌ،
ليستْ فيَّ أَغلالٌ، لكنَّها لاَ تزالُ فِي مكانٍ مَا،
يمكِنُهمْ الإِحساسُ بِها، ويمكِنُهمْ الشُّعورُ بِها، وأَنا لنْ أَكونَ قادرةً علَى اتِّخاذِ خطوةٍ فِي أَيِّ اتِّجاهٍ إِذا كنتُ أَرغبُ فِي ذلكَ.
أَستطيعُ أَن أَرَى إِدراكًا مُرعبًا فِي مُقلِ عيونِهم.
البنادقُ، هُم يعرِفونَ، تهدفُ إِلى ضربِ الإِرهابِ
والحِرابُ، والبساطيرُ، تهدفُ إِلى ضربِ الإِرهابِ.
قدْ يُصابونَ بأَذًى فظيعٍ، إِذا لمْ يتمكَّنُوا منْ ضربِ الإِرهابِ.
ليسَ لديَّ الحقُّ القانونيُّ لإِيذاءِ أَحدٍ.
يمكِنُهمْ إِبلاغُ رُؤسائِهم بأَنَّ هذهِ الواحدةَ ترفضُ أَن تكُونَ مُروَّعةً،
ويحاولونَ التقاطَ سلاسلِها بلاَ هوادةٍ.
سيأْمرُ الرُّؤساءُ مؤكَّدًا بأَن أُشنقَ.
يتمُّ مرَّةً واحدةً تحديدُ اليومِ والوقتِ لعمليِّةِ الإِعدامِ،
لقدْ كانُوا يُطعِمونَني سمكَ الكَاري، والِهلسا، والقريدسِ.
بعدَ ذلكَ لَو أَقولُ: لنْ آكلَ!
لَو كنتُ لاَ أَسمحُ لتنهيدةٍ علَى منصَّة الإِعدامِ!
لَو كانتْ لديَّ الشَّجاعةُ فِي أَن لاَ أَكونَ مروَّعةً حتَّى حينَ يضعونَ حبلَ المشنقةِ حولَ عُنقي!
أَقفُ فِي وسطِهمْ، غيرَ مسلَّحةٍ.
الجنودُ لاَ يعرفُونني، ويحدِّقونَ فِي المرأَةِ غيرِ مسلَّحةٍ منْ وقتٍ لآخرَ، بنظرةٍ غريبةٍ.
لاَ أَحد يَعرفُ لماذَا أَنا هُنا فجأَةً.
هيئةٌ قذرةٌ، وثيابٌ وسخةٌ، وشَعرٌ أَشعثُ مكتئبٌ،
ليستْ فيَّ أَغلالٌ، لكنَّها لاَ تزالُ فِي مكانٍ مَا،
يمكِنُهمْ الإِحساسُ بِها، ويمكِنُهمْ الشُّعورُ بِها، وأَنا لنْ أَكونَ قادرةً علَى اتِّخاذِ خطوةٍ فِي أَيِّ اتِّجاهٍ إِذا كنتُ أَرغبُ فِي ذلكَ.
أَستطيعُ أَن أَرَى إِدراكًا مُرعبًا فِي مُقلِ عيونِهم.
البنادقُ، هُم يعرِفونَ، تهدفُ إِلى ضربِ الإِرهابِ
والحِرابُ، والبساطيرُ، تهدفُ إِلى ضربِ الإِرهابِ.
قدْ يُصابونَ بأَذًى فظيعٍ، إِذا لمْ يتمكَّنُوا منْ ضربِ الإِرهابِ.
ليسَ لديَّ الحقُّ القانونيُّ لإِيذاءِ أَحدٍ.
يمكِنُهمْ إِبلاغُ رُؤسائِهم بأَنَّ هذهِ الواحدةَ ترفضُ أَن تكُونَ مُروَّعةً،
ويحاولونَ التقاطَ سلاسلِها بلاَ هوادةٍ.
سيأْمرُ الرُّؤساءُ مؤكَّدًا بأَن أُشنقَ.
يتمُّ مرَّةً واحدةً تحديدُ اليومِ والوقتِ لعمليِّةِ الإِعدامِ،
لقدْ كانُوا يُطعِمونَني سمكَ الكَاري، والِهلسا، والقريدسِ.
بعدَ ذلكَ لَو أَقولُ: لنْ آكلَ!
لَو كنتُ لاَ أَسمحُ لتنهيدةٍ علَى منصَّة الإِعدامِ!
لَو كانتْ لديَّ الشَّجاعةُ فِي أَن لاَ أَكونَ مروَّعةً حتَّى حينَ يضعونَ حبلَ المشنقةِ حولَ عُنقي!
مُعتقَلٌ
فكِّرْ بِي، إِذا أَنتَ
معتقَلٌ دائمًا،
وإِذا ساقَيْكَ مقيَّدتانِ دائمًا.
إِذا هناكَ أَحدٌ مَا يَمضي بعيدًا دائمًا
بعدَ قَفلِ الغرفةِ الَّتي كنتَ فِيها
منَ الخارجِ، ولستَ داخلَها، فكِّرْ بِي.
مَا منْ أَحدٍ هناكَ حولَها يستطيعُ سماعَكَ،
وفمُكَ ملصَقٌ، وشفتاكَ مختاطتانِ ضيِّقًا،
وتريدُ أَن تتكلَّمَ، فلاَ يُمكِنكَ.
أَو تتكلَّمُ، ولكنْ لاَ أَحدَ يستطيعُ سماعكَ،
أَو يستمعُ، ولكنْ باستخفافٍ فقطْ،
تمامًا كمَا كنتَ ترغبُ حتَّى بجنونٍ أَن يفتحَ أَحدُهم البابَ،
ويحرِّركَ منْ كلِّ أَغلالِكَ وغُرزِكَ،
لذلكَ كنتُ أَتوقُ أَيضًا.
مرَّ شهرٌ، ومَا منْ أَحدٍ جاءَ منْ هذهِ الطَّريقِ.
كانُوا يعتقدونَ أَنَّ هناكَ مَن يَدري مَا قدْ يَحدثُ إِذا فُتح البابُ.
فكِّرْ بِي.
وإِذا ساقَيْكَ مقيَّدتانِ دائمًا.
إِذا هناكَ أَحدٌ مَا يَمضي بعيدًا دائمًا
بعدَ قَفلِ الغرفةِ الَّتي كنتَ فِيها
منَ الخارجِ، ولستَ داخلَها، فكِّرْ بِي.
مَا منْ أَحدٍ هناكَ حولَها يستطيعُ سماعَكَ،
وفمُكَ ملصَقٌ، وشفتاكَ مختاطتانِ ضيِّقًا،
وتريدُ أَن تتكلَّمَ، فلاَ يُمكِنكَ.
أَو تتكلَّمُ، ولكنْ لاَ أَحدَ يستطيعُ سماعكَ،
أَو يستمعُ، ولكنْ باستخفافٍ فقطْ،
تمامًا كمَا كنتَ ترغبُ حتَّى بجنونٍ أَن يفتحَ أَحدُهم البابَ،
ويحرِّركَ منْ كلِّ أَغلالِكَ وغُرزِكَ،
لذلكَ كنتُ أَتوقُ أَيضًا.
مرَّ شهرٌ، ومَا منْ أَحدٍ جاءَ منْ هذهِ الطَّريقِ.
كانُوا يعتقدونَ أَنَّ هناكَ مَن يَدري مَا قدْ يَحدثُ إِذا فُتح البابُ.
فكِّرْ بِي.
حينَ يجرحُكَ الأَمرُ
بقسوةٍ، فكِّرْ أَنَّ هذَا مَا شعرتُ بهِ أَيضًا.
حتِّى لَو يتحرَّكُ أَحدٌ بحذرٍ فِي كلِّ خطوةٍ،
يمكِنُ للمَرءِ أَن ينالَ اعتقالاً مثلَ ذاكَ، وأَيِّ شخصٍ، حتَّى أَنتَ،
ثمَّ أَنتَ وأَنا متشابهانِ، معَ أَنَّه ليسَ أَقلَّ فرقًا،
ثمَّ أَنتَ مِثلي، تنتظرُ شخصًا أَيضًا،
ويطبِقُ الظَّلامُ، ومَا منْ شخصٍ يأْتي.
حتِّى لَو يتحرَّكُ أَحدٌ بحذرٍ فِي كلِّ خطوةٍ،
يمكِنُ للمَرءِ أَن ينالَ اعتقالاً مثلَ ذاكَ، وأَيِّ شخصٍ، حتَّى أَنتَ،
ثمَّ أَنتَ وأَنا متشابهانِ، معَ أَنَّه ليسَ أَقلَّ فرقًا،
ثمَّ أَنتَ مِثلي، تنتظرُ شخصًا أَيضًا،
ويطبِقُ الظَّلامُ، ومَا منْ شخصٍ يأْتي.
حـرِّيـةٌ
دعُوا جميعَكُم معًا يعثرُ علَى غلطةٍ لِي،
علَى الأَقلِّ غلطةٌ تشتركونَ معًا فِي العملِ علَيْها،
وإِلاَّ، سيصِيبُكمْ ضَررٌ.
دعُوا جميعَكمْ معًا يجمعُ بينَ الكلامِ لماذَا كنتُمْ أَرسلتُموني إِلى المنفَى.
قولُوا: تسليمة، أَنتِ فِي جذرِ الأَوبئةِ، ووفيَّاتِ الرُّضَّعِ
أَو ارتكبتِ جريمةً فظيعةً مثلَ الاغتصابِ أَوِ الإِبادةِ الجماعيَّةِ؛
قولُوا شيئًا منْ هذَا القبيلِ، علَى الأَقلَ اثنتينِ أَو ثلاثًا منَ الوصماتِ لإِثبات نَفْيي.
حتَّى يمكِنُكمْ اكتشافَ عيبٍ فيَّ،
وحتَّى يمكِنُكمْ أَن تجعلُوني أَقفُ فِي منصَّةِ الشُّهودِ،
لرفعِ أَصابعِكمْ متَّهمينَ فِي حنقٍ حاقدٍ نعجتَكمْ السَّوداءَ،
فكيفَ يمكِنُكمْ العفوَ عنْ أَنفسِكمْ؟
كنتُ قادرةً لأَقولَ أَينَ أَنَا مخطئةٌ،
فإنَّ آلامَ النَّفيِ لنْ تَجتاحَني بصورةٍ مروِّعةٍ جدًّا.
أَنا حريصةٌ علَى رُؤيتِكمْ تكشفونَ خَطِئي،
لذلكَ يمكِنُني أَن أُعانقَكمْ كمَا المهنِّئينَ لِي.
سمُّوا خَطئِي الَّذي جعلَكمْ تنبذُونِني،
وحدِّدوا علَى الأَقلِّ ثغرةً فِي شخصيِّتي.
بوَساطةِ تخصيصِ لَومٍ عليَّ،
يمكِنُكمْ التَّأَكُّدُ منْ براءَتِكمْ.
لماذَا ينبَغي السَّماحَ لعُبوسِ التَّاريخِ أَن يظهرَ علَيْكمْ؟
لماذَا حَجبتُمْ ضوءَ الحضارةِ،
بوَساطةِ المساكنةِ معَ ظلامِ القُرونِ الوُسطَى؟
أَثبِتُوا سببًا لعملِكمْ،
وإِذا لمْ تستطِيعُوا،
وإِذا لمْ تستطِيعُوا،
عندَها حرِّرُوني،
ليسَ لأَجْلِ الحفاظِ عليَّ،
ولكنْ لأَجْلِ بقائِكُمْ.
ليسَ لأَجْلِ الحفاظِ عليَّ،
ولكنْ لأَجْلِ بقائِكُمْ.
بعضُ
الطُّرفاتِ منْ حيَاتي فِي السَّبيِ
استحمامٌ
يومًا بعدَ يومٍ لمْ أَستحِمْ.
تَجري أَشهرٌ، ورائحةٌ لاذعةٌ تفوحُ منْ جسدِي.
حتَّى الآنَ، لاَ أَشعرُ بالحاجةِ إِلى الاستحمامِ.
لماذَا يجبُ أَنا؟ مَا هيَ فائدةُ الاستحمامِ؟
لاَ مبالاةٍ لاَ يمكِنُ تفسيرُها عنْ استحمامٍ ينغمسُ فيَّ.
ابتلاعٌ
يأْتي رجلٌ،
ثلاثَ مرَّاتٍ فِي اليومِ،
يقدِّمُ لِي الطَّعامَ.
لاَ يهمُّ كثيرًا،
إِذا أَتمتَّعُ بهِ أَم لاَ،
لكنْ لاَ بدَّ لِي منَ ابتلاعِها.
كنتُ قادرةً علَى العيشِ بدُونِ طعامٍ!
ثمَّ قلتُ لهمْ:
أَعطُوني أَيًّا كانَ مَا كٌنتمْ تريدونَهُ،
إِلاَّ أَشياءَ تُسمَّى موادَّ غذائيَّةً.
نَومٌ
قبلَ أَن أُهدِّئَ نَفْسي للنَّومِ،
أُعاني منْ خوفٍ متواصلٍ:
إِذا كانَ هناكَ شيءٌ شيطانيٌّ يُصِيبني...
إِذا أَفشلُ بالاستيقاظِ مرَّةً أُخرى!
إِذا غصتُ نائمةً
أَستيقظُ، مشدوهةً، مرارًا وتكرارًا،
كمَا لَو أَنَّ أَحدًا يُعاني منَ انقطاعِ التَّنفُّسِ أَثناءَ النَّومِ.
أَنظرُ حَولي لأَتفكَّرَ:
أَهذا هوَ سَريري؟
لاَ ليسَ هذهِ ليست غُرفتي.
النَّفيُ هوَ مجرَّدُ كابوسٍ،
ولاَ يمكِنُ أَن يكُونَ جزءًا منْ شيءٍ محتملٍ.
طَالما أَنا مستيقظةٌ أَثناءَ النَّهارِ
يَكمنُ النَّفيُ فيَّ كأَنَّه كابوسٌ.
النَّومُ! أَنا أَخافُ منكَ،
لئلاَّ يَنبغي عليكَ أَن تبخِّرَ فِكرَتي الخياليَّةَ المشكوكَ فِيها.
حركةٌ
الغرفةُ الَّتي أَسكنُها مُستطيلةٌ
أَسيرةٌ داخلَ جُدرانِها الأَربعةِ،
وأَنا أَجولُ منْ زاويةٍ إِلى أُخرى فقطْ.
إِذا أَنا متحمِّسةٌ جدًّا لأَجولَها كلَّها؛
التَّرتيبُ منْ أَعلى، ولاَ بدَّ لِي أَن أَلتزمَ.
تَستلقي الغرفةُ مفصولةً عنِّي مثلَ زوجٍ فاترٍ،
أَنا، فِي الزَّاويةِ الأُخرى، أَستلقي ساجدةً،
بأَمرٍ منَ الأَعلى.
فِي صمتٍ صارمٍ، أَتساءَلُ:
هلْ هيَ الجيِّدةُ نفسُها، الأَرضُ القديمةُ،
الَّتي أَعرفُها واسعةً جدًّا وسخيَّةً ذاتَ مرَّةٍ؟
منذُ متَى أَصبحتْ بخيلةً جدًّا جدًّا؟
الغرفةُ الَّتي أَسكنُها مُستطيلةٌ
أَسيرةٌ داخلَ جُدرانِها الأَربعةِ،
وأَنا أَجولُ منْ زاويةٍ إِلى أُخرى فقطْ.
إِذا أَنا متحمِّسةٌ جدًّا لأَجولَها كلَّها؛
التَّرتيبُ منْ أَعلى، ولاَ بدَّ لِي أَن أَلتزمَ.
تَستلقي الغرفةُ مفصولةً عنِّي مثلَ زوجٍ فاترٍ،
أَنا، فِي الزَّاويةِ الأُخرى، أَستلقي ساجدةً،
بأَمرٍ منَ الأَعلى.
فِي صمتٍ صارمٍ، أَتساءَلُ:
هلْ هيَ الجيِّدةُ نفسُها، الأَرضُ القديمةُ،
الَّتي أَعرفُها واسعةً جدًّا وسخيَّةً ذاتَ مرَّةٍ؟
منذُ متَى أَصبحتْ بخيلةً جدًّا جدًّا؟
لقاءٌ
حتَّى فِي السُّجونِ،
يشرِّفونَ بعضَ القواعدِ،
والِإذنَ للقاءِ الزُّوَّارِ،
كونُها واحدةً منَ الإِملاءاتِ.
أَنا سجينةٌ
مضطرَّةٌ علَى أَن أَكونَ غيرَ مُلتزمة.
بدونِ أَصدقاءَ أَو أَقاربَ.
أُرسلُ التماساتٍ يوميًّا
لأَكونَ مفضلةً مثلَ سجينٍ،
وحكومةُ الهندِ متحفِّظةٌ.
حتَّى فِي السُّجونِ،
يشرِّفونَ بعضَ القواعدِ،
والِإذنَ للقاءِ الزُّوَّارِ،
كونُها واحدةً منَ الإِملاءاتِ.
أَنا سجينةٌ
مضطرَّةٌ علَى أَن أَكونَ غيرَ مُلتزمة.
بدونِ أَصدقاءَ أَو أَقاربَ.
أُرسلُ التماساتٍ يوميًّا
لأَكونَ مفضلةً مثلَ سجينٍ،
وحكومةُ الهندِ متحفِّظةٌ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق