الاثنين، 30 أبريل 2012


هذا ماقاله الكاتب والشاعر المسيحي جورج جرداق في الامام علي (عليه السلام ) :



كلما بي عارض الخطب الم ..... وصماني من عنا الدهر الم



رحت اشكو لعلي علتي ........ وعلي ملجأ من كل هم



وانادي الحق في اعلامه .......وعلي علم الحق الاشم



فهو للظالم رعد قاصف ... وهو للمظلوم فينا معتصم



وهو للعدل حمى قد صانه ..... خلق فذ وسيف وقلم



من لاوطان بها العسف طغى ..... ولأرض فوقها الفقر جثم



غير نهج عادل في حكمه ...... يرفع الحيف اذا الحيف حكم


السبت، 14 أبريل 2012


الى ذكرى جمال محمد سلمان :
وكان يونس الاعرج مازال على ايمانه
يذرع كل ليلة خريطة العالم في عكازه
وعندما يعود للقبر
يمد يده ليمسح التراب عن وجه المغني
وهو في غنائه يقاوم الذبول والموت
وفي جحيمه محترقا
يضيء ليل البشر- الالهة- الطيور

الخميس، 12 أبريل 2012


انه تومان الشخصية البصرية الفولكلورية من يذكره ؟ لولا يتم عمل تمثال برونزي له ويوضع في ركن 


الشارع الذي يربط شارع الوطن مع الشارع المؤدي لسوق حنا الشيخ حيث كان يتواجد اغلب


 الاحيان


 رحمه الله 

لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا

اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة


 للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن


 منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا


 يستكبرون*وإذا سمعوا ما أنزل إلى


 الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما


 عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع


 الشاهدين* وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا


 من الحق ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم 


الصالحين * فأثابهم الله بما قالوا جنات


 تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء المحسنين * )




 المائدة 81-85..........         رحم الله البابا شنودة

الى ذكرى الدكتور عبد الجبار عبدالله 




كان رأي الفريق نجيب الربيعي رئيس مجلس السيادة بعد تموز 1958 ـ يرويه المؤرخ خليل إبراهيم حسين ـ حين اعترض على ترشيح عبد الجبار عبد الله لرئاسة جامعة بغداد باعتباره ينتمي إلى الطائفة (المندائية) فرد علي احمد محيي الدين وزير الداخلية بالقول: (نريد إماما للجامعة ، لا إماما لجامع يؤم المصلين ) .
وكان رئيس الوزراء عبد الكريم قاسم ، قد حسم مسألة الاختيار على أساس موضوعي ومتجرد وغير منحاز، من منطلق معرفته الأكيدة بكفاءة عبد الجبار ومنجزه العلمي وموهبته النادرة ، حين رد بالقول : ان الثورة لا تفرق بين مذهب ومذهب ، ودين وآخر، بل جاءت لوضع كل انسان عراقي مهما اختلف دينه وقوميته ، وشكله في المحل المناسب . .
كتب عبد الرزاق عبد الواحد قصيدة ، في ذكرى رحيله وقال فيها :

قالوا.. وانت تموت... كانت مقلتاك ترفرفان
كحمامتين غريقتين عن العمارة تبــحثان
وبقيت حتى اخر الانفاس تلهج في حنان
لو نسمة هبت بقلعة صالح لك بالامان
لو نهرها ناداك آخر مرة ......... والشـاطئان
لو طوّقاك فنمت في حضنيـــهما والفجر داني
فترى الى شمس العراق ومقلتـــاك تحدّران
مشبوبة هي في المياه وانت مشبوب المحـاني

(1893- 1950) هارولد جوزيف لاسكي 




يفرق هارولد لاسكي بين الحكومة والدولة، فيرى أن الحكومة ليست هي صاحبة القوة الفارضة، وليست هي عنوان السيادة، إنها أداة الدولة وبرنامجها لتنفيذ خططها وأهدافها.. الحكومة مجرد جهاز إداري يعمل لحساب الدولة، وهي خاضعة للمساءلة والمحاسبة عن كل عمل تقوم به من طرف الدولة. هكذا فإن منطق الدولة هنا هو الثابت، ومنطق الحكومة هو المتغير. وقد حدث في الماضي، ولايزال يحدث اليوم في معظم دول العالم الثالث، هذا الخلط بين وظيفة الدولة ووظيفة الحكومة، فتحسب هذه الأخيرة نفسها أنها والدولة سواء، وهنا نقع في ديكتاتورية فظيعة، ولا سبيل لتصحيح ذلك إلا بإقرار مبدأ فصل السلطات، وما يستتبعه ذلك من قوانين ودساتير ترسم الحدود بين سلطات الدولة وسلطات الحكومة، خصوصاً وأن هذه الأخيرة مكونة من أشخاص، هم عرضة للخطأ والانحراف، الأمر الذي يجعل سلطة الدولة، وبموجب الدستور، تتحرك على الفور لوضع حد للحكومة.
(عالم سياسي واقتصادي بريطاني، تخرج في جامعة أكسفورد 1914،وعمل في جامعة هارفرد (1916- 1920)، ، وجامعة ييل في أعوام (1919 و1920 و1933)، وتولى تدريس العلوم السياسية في جامعة كيمبردج (1922- 1925)، وفي معهد القانون السوفيتي بموسكو1934، عين في مدرسة لندن للعلوم الاقتصادية 1926، وشغل وظيفة أستاذ للعلوم السياسية بها..
وترجع شهرته إلى مؤلفاته ونظرياته العديدة، وخطبه في المسائل السياسية والاتجاهات الاقتصادية من أشهر مؤلفاته: " دراسات في مشكلة السيادة " و" السلطة في الدولة الحديثة " و"مقدمة في السياسة " و"الديمقراطية في أزمة " ، و" الحرية في الدولة الحديثة " 

منيف الرزاز الامين العام المساعد لحزب البعث 

رافع ادهام إبراهيم الحسن الأخ غير الشقيق للرئيس العراقي صدام حسين هو الذي كلف باعتقال الدكتور منيف الرزاز الأمين المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي وهو الذي ضربه بأخمص المسدس على رأسه أثناء إدخاله السيارة بالقوة وكان يفتخر بهذا العمل في مجالسه الخاصة وهو يقول : ( ضربته على رأسه ولم تقم له قائمة بعدها ) وقال أيضا (بهذه الضربة انسيته حتى تاريخ الحزب ) وكان يضحك من قلبه . والواقع أن المرحوم الرفيق منيف الرزاز كان يعاني صحيا ونفسيا بسبب هذه الضربة الموجعة لكرامته وكان أيضا يعاني من الإقامة الجبرية التي فرضت عليه في منزله فلم يكن يستطع التجول حتى في منزله دون أن يكون تحت أنظار رجال المخابرات العراقية .

وفجأة توفي منيف الرزاز في ظروف غامضة في عام 1984
وقيل دس له سم الثاليوم في طعامه حيث تم التخلص منه نهائيا :
لأنه كان يعرف ما جرى في تموز عام 1979م
ويعرف من الإسرار ما يعرض صدام حسين للخطر

نقلت جثته إلى الحدود العراقية ــ الأردنية تحت الحراسة المشددة
وسلمت للجهات الأردنية العليا ليشيع في العاصمة عمان تشييعا مهيبا رسميا
ودفن دون التطرق إلى ظروف الوفاة وطبيعتها إطلاقا 

قالت شهرزاد بلغني أيها الملك السعيد أنه قال أخبريني عن أربعة أشياء متضادة مترتبة على
أربعة أشياء متضادة قالت هي الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة خلق الله من الحرارة
النار وطبعها حار يابس وخلق من اليبوسة التراب وطبعه بارديابس
وخلق من البرودة الماء
وطبعه بارد رطب وخلق من الرطوبة الهواء وطبعه حار رطب ثم خلق الله اثنى عشر برجا
وهي الحمل الثور والجوزاء والسرطان والأسد والسنبلة والميزان والعقرب والقوس والجدي
والدلو والحوت وجعلها على أربع طبائع ثلاثة نارية وثلاثة ترابية وثلاثة هوائية وثلاثة مائية
فالحمل والأسد والقوس نارية والثور والسنبلة والجدي ترابية والجوزاء والميزان والدلو هوائية
والسرطان والعقرب والحوت مائية فقام المنجم وقال اشهدوا على أنها أعلم مني وانصرف
مغلوبا ثم قالت يا أمير المؤمنين أين الفيلسوف فنهض إليها رجل وتقدم وقال أخبريني عن
الدهر وحده وأيامه وما جاء فيه قالت أن الدهر هو اسم واقع على ساعات الليل والنهار وأن
هي مقادير جري الشمس والقمر في أفلاكهما كما أخبر الله تعالى حيث قال وآية لهم الليل
نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم قال
أنه قال الكفر في ? فأخبريني عن ابن آدم كيف يصل إليه الكفر قالت روي عن رسول الله
ابن آدم يجري كما يجري الدم في عروقه حيث يسب الدنيا والدهر والليلة والساعة وقال عليه
الصلاة والسلام لا يسب أحدكم الدهر فإن الدهر هو الله ولا يسب أحدكم الدنيا فتقول لا أعان
الله من يسبني ولا يسب أحدكم الساعة فإن الساعة آتية لا ريب فيها ولا يسب أحدكم الأرض
فإنها آية لقوله تعالى منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى قال فاخبريني عن
خمسة أكلوا وشربوا وما خرجوا من ظهر ولا بطن قالت هو آدم وشمعون وناقة صالح وكبش
إسماعيل والطير الذي رآه أبو بكر الصديق في الغار قال فأخبريني عن خمسة في الجنة لا
من الأنس ولا من الجن ولا من الملائكة قال ذئب يعقوب وكلب أصحاب الكهف وحمار
العزيز وناقة صالح ودلدل بغلة النبي
قال فأخبريني عن رجل صلى صلاة لا في الأرض ولا في السماء ?قالت هو سليمان حين صلى على بساطه وهو على الريح قال أخبريني عمن
صلى صلاة الصبح فنظر إلى أمه فحرمت عليه فلما كان الظهر حلت له فلما كان العصر
حرصت عليه فلما كان المغرب حلت له فلما كان العشاء حرمت عليه فلما كان الصبح حلت
له قالت هذا رجل نظر إلى أمة غيره عند الصبح وهي حرام عليه فلما كان الظهر اشتراها
فحلت له فلما كان العصر أعتقها فحرمت عليه فلما كان المغرب تزوجها فحلت له فلما كان
العشاء طلقها فحرمت عليه فلما كان الصبح راجعها فحلت له قال أخبريني عن قبر مشى
بصاحبه قالت هو حوت يونس بن متى حتى ابتلعه قال أخبريني عن بقعة واحدة طلعت عليها
الشمس مرة واحدة ولا تطلع عليها بعد إلى يوم القيامة قالت البحر حين ضربه موسى بعصاه
فانفلق اثنى عشر فرقًا على عدد الأسباط وطلعت عليه الشمس ولم تعد له إلى يوم القيامة
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح

الأربعاء، 4 أبريل 2012


ترجمة محمد حلمي الريشة
تَسلِيمة نَسرِين:
قصائدُ سُجيناتٍ


كتبتْ تسليمة نسرين (شاعرةٌ منْ بنغلاديش، مواليد 1962) قصائدَ تحتَ عنوانِ: "قصائدُ سُجيناتٍ" حينَ أُجبرتْ علَى العيشِ فِي السِّجنِ فِي مكانٍ لمْ يُكشفْ عنهُ فِي دِلهي، فِي الفترةِ منْ 22 نوفمبر 2007 إِلى 19 مارس 2008. هذهِ ترجمةٌ لبعضٍ مِنها.


الغرفةُ الَّتي أُجبِرتُ علَيْها...

الغرفةُ الَّتي أَعيشُ فِيها الآنَ لَها نافذةٌ مغلقةٌ،
نافذةٌ لاَ أَستطيعُ فتحَها بإِرادتي.
تمَّ تغطيةُ النَّافذةِ بستارةٍ كثيفةٍ بحيثُ لاَ يمكِنُني أَن أَتحرَّكَ كمَا أَشاءُ.
أَعيشُ الآنَ فِي غرفةٍ،
حيثُ لاَ يمكِنُني أَن أَفتحَ البابَ بإِرادتي، ولاَ يمكِنُني أَن أَتخطَّى العتبةَ.
أَعيشُ فِي غرفةٍ، حيث السُّكانُ الآخرونَ فقطْ همَا
سُحليَّتانِ واهنتانِ علَى الحائطِ. لاَ يسمحُ لرجلٍ أَو لأَيِّ مخلوقٍ يشبِهُ الرَّجلَ هُنا.
أَعيشُ فِي غرفةٍ حيثُ أَجِدُها تشكِّلُ ضغطًا كبيرًا علَى التَّنفُّسِ.
مَا منْ صوتٍ حولَها، ولكنْ لخَبطِ رأْسِكَ تجاهَ الحائطِ.
لاَ أَحد آخر يتفرَّجُ فِي العالمِ، ويتوقَّعُ اثنتينِ منَ السَّحالي.
إِنَّهمْ يَروْنَ بأَعينٍ مفتوحةٍ علَى سعتِها، ومَن يدرِي إِذا كانُوا يشعُرونَ بالأَلمِ- ربَّما يشعُرونَ بهِ.
هلْ يبكُونَ كذلكَ، حينَ أَبكي؟
أَعيشُ فِي غرفةٍ حيثُ لاَ أُريدُ أَن أَعيشَ،
غرفةٍ حيثُ أَجِدُ نَفْسي مجبرةً علَى العيشِ،
غرفةٍ حيثُ الدِّيمقراطيَّةُ تُجبِرني علَى العيشِ لأَيَّامٍ لاَ تَنتهِي،
فِي غرفةٍ فِي الظَّلامِ، وفِي الشَّكِّ، معَ تهديدٍ بالشَّنقِ،
وفِي الأَلمِ، والتَّنفُّسِ بصعوبةٍ، والدِّيمقراطيِّة الَّتي تُجبِرني علَى العيشِ،
فِي غرفةٍ حيثُ تَستنزِفُني العلمانيَّةُ بعيدًا عنِ الحياةِ، قطرةً قطرةً.
فِي غرفةٍ تُجبِرني علَيْها حَبيبتي الهندُ...
أَنا لاَ أَعرفُ إِذا كانَ كلُّ هؤلاءِ الرِّجالِ المشغولينَ كثيرًا جدًّا أَوِ المخلوقاتِ الَّتي تبدُو مثلَ الرِّجالِ سيكونُ لدَيْهم ثانيتانِ لتجنيبِ تَحويلِي إِلى
كتلةٍ هامدةِ قدْ تخرجُ منَ الغرفةِ فِي يومٍ منَ الأَّيَّامِ،
البغيضةِ، الكتلةِ الدُّهنيَّةِ، كتلةِ العظامِ.
الموتُ سيكونُ إِفراجًا؟ ربَّما الموتُ يحدِّدُ واحدًا حُرًّا،
حرِّرَ فِي الماضِي ليَعبرَ العتبةَ.
السُّحليَّتانِ اللَّتانِ ستحدِّقانِ بعيدًا طوالَ اليومِ،
ربَّما تشعُران بالحزنِ أَيضًا.
شخصٌ مَا سيدفِنُني، وربَّما رجلٌ منَ الحكومةِ،
ملفوفةً بعَلمِ الدِّيمقراطيَّةِ، في تربةِ حَبيبتي الهندِ.
سأَعثرُ علَى بيتٍ هناكَ أَخيرًا، معَ عدمِ وجودِ عتبةِ للعُبورِ،
سأَعثرُ علَى بيتٍ هناكَ حيثُ سيكونُ التَّنفُّسُ سهلاً.


إِرهابٌ

جنودٌ، وبنادقُ فِي أَيدِيهم، يجُولونَ علَى مَقربةٍ، كلُّهمْ حَولي.
أَقفُ فِي وسطِهمْ، غيرَ مسلَّحةٍ.
الجنودُ لاَ يعرفُونني، ويحدِّقونَ فِي المرأَةِ غيرِ مسلَّحةٍ منْ وقتٍ لآخرَ، بنظرةٍ غريبةٍ.
لاَ أَحد يَعرفُ لماذَا أَنا هُنا فجأَةً.
هيئةٌ قذرةٌ، وثيابٌ وسخةٌ، وشَعرٌ أَشعثُ مكتئبٌ،
ليستْ فيَّ أَغلالٌ، لكنَّها لاَ تزالُ فِي مكانٍ مَا،
يمكِنُهمْ الإِحساسُ بِها، ويمكِنُهمْ الشُّعورُ بِها، وأَنا لنْ أَكونَ قادرةً علَى اتِّخاذِ خطوةٍ فِي أَيِّ اتِّجاهٍ إِذا كنتُ أَرغبُ فِي ذلكَ.
أَستطيعُ أَن أَرَى إِدراكًا مُرعبًا فِي مُقلِ عيونِهم.
البنادقُ، هُم يعرِفونَ، تهدفُ إِلى ضربِ الإِرهابِ
والحِرابُ، والبساطيرُ، تهدفُ إِلى ضربِ الإِرهابِ.
قدْ يُصابونَ بأَذًى فظيعٍ، إِذا لمْ يتمكَّنُوا منْ ضربِ الإِرهابِ.
ليسَ لديَّ الحقُّ القانونيُّ لإِيذاءِ أَحدٍ.
يمكِنُهمْ إِبلاغُ رُؤسائِهم بأَنَّ هذهِ الواحدةَ ترفضُ أَن تكُونَ مُروَّعةً،
ويحاولونَ التقاطَ سلاسلِها بلاَ هوادةٍ.
سيأْمرُ الرُّؤساءُ مؤكَّدًا بأَن أُشنقَ.
يتمُّ مرَّةً واحدةً تحديدُ اليومِ والوقتِ لعمليِّةِ الإِعدامِ،
لقدْ كانُوا يُطعِمونَني سمكَ الكَاري، والِهلسا، والقريدسِ.
بعدَ ذلكَ لَو أَقولُ: لنْ آكلَ!
لَو كنتُ لاَ أَسمحُ لتنهيدةٍ علَى منصَّة الإِعدامِ!
لَو كانتْ لديَّ الشَّجاعةُ فِي أَن لاَ أَكونَ مروَّعةً حتَّى حينَ يضعونَ حبلَ المشنقةِ حولَ عُنقي!


مُعتقَلٌ

فكِّرْ بِي، إِذا أَنتَ معتقَلٌ دائمًا،
وإِذا ساقَيْكَ مقيَّدتانِ دائمًا.
إِذا هناكَ أَحدٌ مَا يَمضي بعيدًا دائمًا
بعدَ قَفلِ الغرفةِ الَّتي كنتَ فِيها
منَ الخارجِ، ولستَ داخلَها، فكِّرْ بِي.
مَا منْ أَحدٍ هناكَ حولَها يستطيعُ سماعَكَ،
وفمُكَ ملصَقٌ، وشفتاكَ مختاطتانِ ضيِّقًا،
وتريدُ أَن تتكلَّمَ، فلاَ يُمكِنكَ.
أَو تتكلَّمُ، ولكنْ لاَ أَحدَ يستطيعُ سماعكَ،
أَو يستمعُ، ولكنْ باستخفافٍ فقطْ،
تمامًا كمَا كنتَ ترغبُ حتَّى بجنونٍ أَن يفتحَ أَحدُهم البابَ،
ويحرِّركَ منْ كلِّ أَغلالِكَ وغُرزِكَ،
لذلكَ كنتُ أَتوقُ أَيضًا.
مرَّ شهرٌ، ومَا منْ أَحدٍ جاءَ منْ هذهِ الطَّريقِ.
كانُوا يعتقدونَ أَنَّ هناكَ مَن يَدري مَا قدْ يَحدثُ إِذا فُتح البابُ.
فكِّرْ بِي.
حينَ يجرحُكَ الأَمرُ بقسوةٍ، فكِّرْ أَنَّ هذَا مَا شعرتُ بهِ أَيضًا.
حتِّى لَو يتحرَّكُ أَحدٌ بحذرٍ فِي كلِّ خطوةٍ،
يمكِنُ للمَرءِ أَن ينالَ اعتقالاً مثلَ ذاكَ، وأَيِّ شخصٍ، حتَّى أَنتَ،
ثمَّ أَنتَ وأَنا متشابهانِ، معَ أَنَّه ليسَ أَقلَّ فرقًا،
ثمَّ أَنتَ مِثلي، تنتظرُ شخصًا أَيضًا،
ويطبِقُ الظَّلامُ، ومَا منْ شخصٍ يأْتي.


حـرِّيـةٌ

دعُوا جميعَكُم معًا يعثرُ علَى غلطةٍ لِي،
علَى الأَقلِّ غلطةٌ تشتركونَ معًا فِي العملِ علَيْها،
وإِلاَّ، سيصِيبُكمْ ضَررٌ.
دعُوا جميعَكمْ معًا يجمعُ بينَ الكلامِ لماذَا كنتُمْ أَرسلتُموني إِلى المنفَى.
قولُوا: تسليمة، أَنتِ فِي جذرِ الأَوبئةِ، ووفيَّاتِ الرُّضَّعِ
أَو ارتكبتِ جريمةً فظيعةً مثلَ الاغتصابِ أَوِ الإِبادةِ الجماعيَّةِ؛
قولُوا شيئًا منْ هذَا القبيلِ، علَى الأَقلَ اثنتينِ أَو ثلاثًا منَ الوصماتِ لإِثبات نَفْيي.
حتَّى يمكِنُكمْ اكتشافَ عيبٍ فيَّ،
وحتَّى يمكِنُكمْ أَن تجعلُوني أَقفُ فِي منصَّةِ الشُّهودِ،
لرفعِ أَصابعِكمْ متَّهمينَ فِي حنقٍ حاقدٍ نعجتَكمْ السَّوداءَ،
فكيفَ يمكِنُكمْ العفوَ عنْ أَنفسِكمْ؟
كنتُ قادرةً لأَقولَ أَينَ أَنَا مخطئةٌ،
فإنَّ آلامَ النَّفيِ لنْ تَجتاحَني بصورةٍ مروِّعةٍ جدًّا.
أَنا حريصةٌ علَى رُؤيتِكمْ تكشفونَ خَطِئي،
لذلكَ يمكِنُني أَن أُعانقَكمْ كمَا المهنِّئينَ لِي.

سمُّوا خَطئِي الَّذي جعلَكمْ تنبذُونِني،
وحدِّدوا علَى الأَقلِّ ثغرةً فِي شخصيِّتي.
بوَساطةِ تخصيصِ لَومٍ عليَّ،
يمكِنُكمْ التَّأَكُّدُ منْ براءَتِكمْ.
لماذَا ينبَغي السَّماحَ لعُبوسِ التَّاريخِ أَن يظهرَ علَيْكمْ؟
لماذَا حَجبتُمْ ضوءَ الحضارةِ،
بوَساطةِ المساكنةِ معَ ظلامِ القُرونِ الوُسطَى؟


أَثبِتُوا سببًا لعملِكمْ،
وإِذا لمْ تستطِيعُوا،
عندَها حرِّرُوني،
ليسَ لأَجْلِ الحفاظِ عليَّ،
ولكنْ لأَجْلِ بقائِكُمْ.


بعضُ الطُّرفاتِ منْ حيَاتي فِي السَّبيِ

استحمامٌ
يومًا بعدَ يومٍ لمْ أَستحِمْ.
تَجري أَشهرٌ، ورائحةٌ لاذعةٌ تفوحُ منْ جسدِي.
حتَّى الآنَ، لاَ أَشعرُ بالحاجةِ إِلى الاستحمامِ.
لماذَا يجبُ أَنا؟ مَا هيَ فائدةُ الاستحمامِ؟
لاَ مبالاةٍ لاَ يمكِنُ تفسيرُها عنْ استحمامٍ ينغمسُ فيَّ.

ابتلاعٌ
يأْتي رجلٌ،
ثلاثَ مرَّاتٍ فِي اليومِ،
يقدِّمُ لِي الطَّعامَ.
لاَ يهمُّ كثيرًا،
إِذا أَتمتَّعُ بهِ أَم لاَ،
لكنْ لاَ بدَّ لِي منَ ابتلاعِها.
كنتُ قادرةً علَى العيشِ بدُونِ طعامٍ!
ثمَّ قلتُ لهمْ:
أَعطُوني أَيًّا كانَ مَا كٌنتمْ تريدونَهُ،
إِلاَّ أَشياءَ تُسمَّى موادَّ غذائيَّةً.

نَومٌ
قبلَ أَن أُهدِّئَ نَفْسي للنَّومِ،
أُعاني منْ خوفٍ متواصلٍ:
إِذا كانَ هناكَ شيءٌ شيطانيٌّ يُصِيبني...
إِذا أَفشلُ بالاستيقاظِ مرَّةً أُخرى!
إِذا غصتُ نائمةً
أَستيقظُ، مشدوهةً، مرارًا وتكرارًا،
كمَا لَو أَنَّ أَحدًا يُعاني منَ انقطاعِ التَّنفُّسِ أَثناءَ النَّومِ.
أَنظرُ حَولي لأَتفكَّرَ:
أَهذا هوَ سَريري؟
لاَ ليسَ هذهِ ليست غُرفتي.

النَّفيُ هوَ مجرَّدُ كابوسٍ،
ولاَ يمكِنُ أَن يكُونَ جزءًا منْ شيءٍ محتملٍ.
طَالما أَنا مستيقظةٌ أَثناءَ النَّهارِ
يَكمنُ النَّفيُ فيَّ كأَنَّه كابوسٌ.
النَّومُ! أَنا أَخافُ منكَ،
لئلاَّ يَنبغي عليكَ أَن تبخِّرَ فِكرَتي الخياليَّةَ المشكوكَ فِيها.


حركةٌ
الغرفةُ الَّتي أَسكنُها مُستطيلةٌ
أَسيرةٌ داخلَ جُدرانِها الأَربعةِ،
وأَنا أَجولُ منْ زاويةٍ إِلى أُخرى فقطْ.
إِذا أَنا متحمِّسةٌ جدًّا لأَجولَها كلَّها؛
التَّرتيبُ منْ أَعلى، ولاَ بدَّ لِي أَن أَلتزمَ.
تَستلقي الغرفةُ مفصولةً عنِّي مثلَ زوجٍ فاترٍ،
أَنا، فِي الزَّاويةِ الأُخرى، أَستلقي ساجدةً،
بأَمرٍ منَ الأَعلى.
فِي صمتٍ صارمٍ، أَتساءَلُ:
هلْ هيَ الجيِّدةُ نفسُها، الأَرضُ القديمةُ،
الَّتي أَعرفُها واسعةً جدًّا وسخيَّةً ذاتَ مرَّةٍ؟
منذُ متَى أَصبحتْ بخيلةً جدًّا جدًّا؟


لقاءٌ
حتَّى فِي السُّجونِ،
يشرِّفونَ بعضَ القواعدِ،
والِإذنَ للقاءِ الزُّوَّارِ،
كونُها واحدةً منَ الإِملاءاتِ.
أَنا سجينةٌ
مضطرَّةٌ علَى أَن أَكونَ غيرَ مُلتزمة.
بدونِ أَصدقاءَ أَو أَقاربَ.
أُرسلُ التماساتٍ يوميًّا
لأَكونَ مفضلةً مثلَ سجينٍ،
وحكومةُ الهندِ متحفِّظةٌ.


قالت لي الأرض
عبدالرزاق عبدالواحد

قـُلْ لي ، وموتُ العـراقـيـِّينَ ما نـَضَبا
أستـَلهـِمُ الحُـزنَ ، أم أستـَلهـِمُ الغـَضَبا؟
أم أسـألُ الـدَّمَ مِلْءَ الأرض ِفي وطني
عـلى الشـَّوارع ِوالجـُدران ِمـا كـَتـَبــا
خَمسٌ مَضَيـنَ فـَهَل جَفـَّتْ مَلابسـُهـُم
أم لم تـَزَلْ يا دَمَ الأحـبابِ مُنـسـَكـبـا؟
ولم تـَزَلْ كلُّ أثـوابِ الصِّغـارِ بـِهـا
شيءٌ يـُقـَطـِّرُ م ِالأردان ِمُـنـسـَرِبـا؟
أكـُلُّ ما يَـلعـَبُ الأطفـالُ فـيـهِ دَمٌ
وفـيـهِ جـُرحٌ لِحَـدِّ الآن ما قـُطـِبا؟
اللهَ يـا دَمَ أهـلــي .. كـيفَ أ ُنـْصِفـُه ُ
مِن عَثرَتي بَعدَ أن أصبَحتُ مُغتـَرِبا؟!
وكـانَ بـَيـنَ شـَـرايـيـني وأورِدَ تي
يَجري فـَأبـقى بـِه ِلِلفـَجرِ مُضطـَرِبا
وَكيفَ أجزي الـعـراقيـِّينَ عن زَمَن ٍ
كانـُوا بـِهِ لـِلمَعـالي صـايـَة ًوَعـَبـا!*
وَغـُترَة ً، وعـِقالا ً.. كلـَّما هـَزَجـُوا
ألـقـَتْ جـَلالا ًعلى أكـتـافـِهـِم عَجَبا!
أيــَّامَ كنتُ بـِصَوبِ الكرخ ِأرقـَبُهـُم
وهُم يَشعُّون في سُوح ِالوَغى شـُهُبا
والشـِّعرُ يَهمي كـَسَيل ِالنـَّارِمِن قـََلمي
تـَكـادُ مِن وَقــْدِهِ الأوراقُ أن تـَـثـِبـا
كانُوا يُحيطونَ بي صَوتا ً،وأحضُنُهُم
مَجـامِرا ً..أملأ ُ الـدُّنـيـا بـِها لـَهـَبـا
حتى إذا انـتـَصَروا في أيِّ مَعرَكـَة ٍ
وَسـَّدتُ قـَلبي على أقـدامِهـِم حـَدِبـا!
*

اللهَ يـا دَمَ أهـلـي .. كـيفَ أ ُنـْصِفـُه ُ
مِن عـَثرَتي بَعدَ أن أصبَحتُ مُغتـَرِبا؟
أأكـتـَفي  يا  بلادي  أن  أقـولَ  لـَهُـم
وَهـُم يَموتـون ، أفـديكـُم أخـا ًوأبـا ؟
أفـديكـُمو وَلـَـدا ً شـِـلـْوا ً، وَوالـِـدَ ة ً
تـُدني لـِجـُثـمانـِه ِالأثوابَ والـلـُّعـَبا
صَمـَّاءَ بـَكماءَ مِن رُعبٍ ،وأعيـُنـُها
وِسْعَ السـَّماواتِ يَجري دَمعُها سُحُبا
أأنـتـَخي لـِلـعـراقـيـِّيـنَ مَحـْضَ فـَم ٍ
يـَبكيهـُمو أنَّ عـالي زَهـْوِهـِم ذهـَبـا
وأنـَّهـُم بَـيـنَ مَذبـوح ٍ ، وَمُحـتـَجـَز ٍ
وَهارِبٍ ، وَطـَعـيـن ٍعـِرضُهُ سـُلـِبا
أو لاجيءٍ في ديارِ الله مُحـتـَسـِـبٍ
أنْ لـَفَّ مِن حـَولـِهِ أطفالـَه ُالزُّغـُبا
وَفـَرَّ يـَحـمِـلُ لـِلمَنـفى مَصائِـرَهـُم
مِن بَعـدِما كلُّ شيءٍ عـِندَهـُم نـُهـِبـا؟
أأنـتـخي لـِلـعـراقـيـِّيـن مَحـْضَ فـَم ٍ
يـَبكـيهـُمُ أنـَّهـُم قـَد أصبَحوا عـُصَبا
وأنـَّهـُم بـُعـثِروا بعدَ الـصَّفـا شـيـَعـا ً
وأنـَّهـُم صُنـِّفوا بعـدَ الـوَفـا رُتـَبـا
مَجـالـِسـا ً، وَمِليشـياتٍ ، وأفـدَحُها
مَذاهـِبٌ كـُلـُّهـُم راحـُوا بـِهـِنَّ هـَبا
بَعضٌ يـُذ َبـِّحُ بَعـضا ًلا أبا لـَكـُمو
وَقـاتـِلـُوكـُم عليكـُم أصبَحـوا رُقـَبا

هُم يَبذ ُرونَ الوَبا..يَستـَمطِرونَ لـَهُ
دماءكـُم .. ثمَّ يَسـقونَ الـدِّماءَ وَبـا
فـَيَـقـتـُلـونَ بـِذا هـذا ، وذاكَ بـِذا
ويُصبـِحونَ هُمُ الأخيـارَ والـنـُّجُبا
أولاءِ أنتـُم بـَني أ ُمِّي ، بـِأيِّ فـَم ٍ
أبكي لكُم والقـَوافي أصبَحَتْ تـَعـَبا؟
أفـديـكَ يا دَمَهـُم .. بـَيني وبَيـنـَهُمو
بَحرٌ من المَوتِ حتى الصَّوتُ فيهِ كـَبا
وأدَّعي ، وأنا في الشـَّام ِلي وطنٌ
أنـِّي غريبٌ ، وهُم في أرضِهِم غـُرَبا!
*
أستـَمطِرُ الحُزنَ،أم أستمطِرُ الغـَضَبا
أم أترُكُ الأرضَ والجُدرانَ والتـُّرَبا
تـَحكي،كما حَدَّثـَتـْني،عن مَواجعِها
وكنتُ أ ُرهِفُ سَمعَ الرُّوح ِمُنتـَحِبا
قالـَتْ تـَأمَّلْ ، فـَهـذا اللـَّونُ تـَعرِفـُهُ
يـا ما مَلأتَ بـِهِ الأوراقَ والـكـُتـُبـا
لـكـنـَّـهُ الآنَ لا ذاكَ الـكـَتـَبْـتَ بـِهِ
تـلـكَ القصائدَ أيـَّامَ الـعـراقُ صَبـا
فـَصالَ لـِلمَجدِ كلِّ المَجدِ صَولـَتـَه ُ
وكنتَ تأتي بـِذاكَ الـدَّمِّ مُعـتـَصِبـا
يكادُ حَـرفـُكَ مِمـَّا فـيـهِ مِن وَهـَج ٍ
وكـِبريـاءٍ يـَهـُزُّ الكـَونَ مُصطخِبا
وذلـكَ الـدَّمُ يَهـمي مِن مَـفـاصِلـِه ِ
ضَوءا ًيُعانـِقُ وَجـهَ اللهِ مُحتـَسـِبا
اليَوم يَنسابُ مَقـهورا ً ، نـَوازِفـُهُ
تـَصيحُ بالناس كونوا مَرتعا ًخَصِبا
أسقيهِ كي تـُورِقوا في لـَيل ِمِحنـَتِكُم
لا هذهِ الـنـَّارَ والأحجارَ والنـُّصُبا
قـالـَتْ لـِخـَمسـَةِ أعـوام ٍ يـُلـَبـِّدُني
هذا الدَّمُ المُرُّ ،لا ألوى ،ولا شـَحُبا
كأنـَّهُ يَسـتـَغـيـثُ الكـَونَ أجمـَعـَهُ
لـِكي يـُعيدَ لـَهُ الزَّهـوَ الذي ذهـَبـا
*
يا ضَوءَ عيني العراقيِّين..يا شُهُبا ً
يَبقى بها اللـَّيلُ ،عُمرَاللـَّيل ِ،مُنشَعِبا
ما حاقَ يَوما ًبـِنـَجم ٍمِن مَجَرَّتـِها
إلا رماهُ بـِسـَهم ِالضَّوءِ فانـثـَقـَبـا!
لكنـَّهُ الغـَدرُ،غَدرُالأهل ِيا وطني
وهيَ الخيانـَة ُ..يَكفي الخائنينَ غـَبا
أنَّ الـمآسي التي رِيعَ العراقُ بـِها
ما حـَرَّكـَتْ منهمو رأسا ًولا ذ َنـَبا
فـأوقـَدوا مَرَّة ًأ ُخرى مَجـامِرَهـا
لـِيُصبحوا مَرَّة ًأ ُخرى بها حَطـَبا!
وَيُصبحونَ وَرَبِّ البَيت.. تـَذبَحُهُم
هذي الرِّقابُ التي قد قـُطـِّعَتْ إرَبا
هـذي  دماءٌ  يَجـِلُّ  اللهُ  خـالـِقـُهـا
عن أن يُرى وَجهُهُ عنهُنَّ مُحتجـِبا!
*
أمـَّا بَـنـو عـَمِّنـا .. اللهُ يَحـرُسـُهُم
فـَخَيرُهُم لم يَزَلْ بالصَّمتِ مُنتـَقـِبا
هُم أشعَلوا النـَّار..هُم كانوا مَواقِدَها
وَمِنهُم المَوتُ نحوَ الـرَّافِـدَيـن ِدَبى
تـَعـاوَنـُوا كـُلـُّهُم كي يَذبَحوا وَطنا ً
صُدورُ أبنـائِه ِكانـَتْ لـَهـُم حُجُبـا
تـَقـَوَّسـَتْ حَولـَهُم أضلاعُنا زَرَدا ً
وَخـَيـَّمَتْ فـَوقـَهُم أرواحُـنا قـُبَـبـا
وكلُّ  أولادِنـا  كانـوا  لـِمُقـلـَتـِهـِم
جَفنا ً، فـَلـَو راوَدَتهـا نـَسمَة ٌوَثـَبا
فـَأجمَعوا أن يَفـُونا دَيـنَ نـَخوَتِـنا
بأنْ غـَدَوا كـُلـُّهُم في ذ َبحِنا سـَبَبا
مِن كلِّ بَيتٍ تـَعـَرَّى مُخـْفـيا ًيـَدَهُ
نصلٌ لِيَطعَنَ طفلا ًفي العراق ِحَبا
وكلُّ بـَيـتِ أ ُعـَيْرابٍ أسـالَ لـَنـا
سَهما ًرَهيفا ًبـِجَنبَيْ طفـلـَةٍ نـَشِبا
بَلْ جَسـَّدواهُم لأمريكا خَواطِرَها
فـَنـَفـَّذوا ما أحـَط ُّ المُجرمينَ أبى
تـَناهَبُوا ضِعفَ ما جَيشُ العـِدا نـَهَبا
وأرعَبوا ضِعفَ ما جيشُ العِدا رَعَبا

وَنـَحـنُ نـَزعُـمُ  أنـَّا أ ُمـَّة ٌعـَرَبٌ
الـحـَمْـدُ للهِ كـُنـَّــا أ ُمـَة ًعـَـرَبـــا!
لـَوأنَّ وَجْهَ الحـَصى يَبتـَلُّ مِن خَجَل ٍ
أعـمامُنـا لـَن تـَرى وَجها ًلـَهُم رَطِبا!
إلا دمشق..وباسم ِالنـَّاس ِفي وطني
أقـولُ أَ دَّ ى بـَنـو بَشــار ما وَجـَبـا
وَما يَزالون..نـَدري الحِملُ أبهَظـَهُم
فـَآثـَروا الـصَّبرَ والأخلاقَ والأدَبـا
وآثـَروا أن يَظلـُّواالأهلَ ما نـَكَصُوا
وأنْ يَكونوا لـَنا في عـُسـرِنا نـَسـَبا!

عبدالرزاق عبدالواحد
الصاية : البُردة ، وقد آثرتـُها لعراقيتها الصميمة
والعَبا   : العباءة