تداعيات بعد الخمسين
كان جمع النسوة المتسربلات بالسواد وهن يطرقن شوارع
بيروت في احد الليلالي الصيفية تتعالى اصواتهن وضحكاتهن لا اعلم على ماذا لكن كل
شيء كان يدعو الى اللهو وهن يذهبن لتلبية رغبة في انفسهن برؤية البحر ؟ تصور انهن
برغم سفراتهن المتعددة الى بيروت عروس البحر المتوسط لم يرين البحر ولا مرة اذ كن
يقضين نهارهن في التسوق ولا يعرفن من هذه المدينه الساحرة الا الفندق البائس من
الدرجة العاشرة الذي ينزلن فيه والطريق الى
سوق الملابس الذي يتسوقن منه البضاعة التي يتاجرن بها بين بغداد وبيروت ولا
يحيدن عن الطريق ، اما اليوم فمن ورطهن في هذه الرحلة الراجلة الى البحر؟ لا اعلم
كيف قبلن بذلك وكيف استطاعت والدتي ان تقنعهن؟ كان ذلك بناءا على طلب مني اذا كنت
متلهفا لرؤية البحر الذي سمعت به وتعرفون ان طلبات الاطفال تصبح اوامر نتيجة
لألحاحهم ، وبعد مسيرة استغرقت حوالي الساعة في الشوارع الخالية واجهنا البحر
بهيجانه وامواجه العاتية اذ كانت الليلة فيها رياح غير اعتيادية وكان البحر هائجا
مما سبب صوت امواجه رعبا في انفس النسوة العجائز اللذين لم يرين في حياتهن اكثر من
دجلة المنساب هادئا وحنينا في بغداد وسرعان ما ابتدئن بالتعبير عن خوفهن كأنما
سيبتلعهن الموج وهن على رصيف الكورنيش ، لكن رذاذها كان يصل
اليهن عند ارتطام الامواج بصخور الجرف الواقية ، طالبن بالرجوع فورا وعدم التمادي في
السير بعيدا على رصيف الكورنيش خوفا من ابتلاع الموج لهن او يمكن ان ينهار هذا
الرصيف الذي يرتج من اصطدام الموج به فامتثلنا لطلبهن ورجعنا دون ان يتركوني استمتع بالرذاذ
المتطاير وصوت الامواج المروع وكانت هذه اخر مرة ارى فيها البحر حتى رأيته بعد عمر
طويل .
1- ( مجيد
حميد النفس )
كان يوزع حبه ما ان يخرج من عتبة داره القديم (الخرابه)
حتى يصل الى ساحة الوثبة
حيث يلتقي بجمع الاصدقاء
ويضحك مع الجميع
من بائع الباقلاء على باب محل المشروبات الروحية
الى بائع الجرائد صديقه القديم القديم
الذي سرعان ما يخبره باخر الاخبار الصباحية
ويقدم له ما يشاء من الجرائد والمجلات ليقرأها مجانا
وبعد ان يأخذ علبة السكائر المفضلة لديه
ينسل الى اقرب مقهى شعبية
ويكون الشاي حاضرا في جميع الاوقات
صيفية كانت ام شتوية
ويتلقف كلمات ال ( الله با الخير )
ليجيبها متلهفا
ويجالس اي كان
دون حدود او خطوط حمراء او عقد شرقية
وما ان يعرض عليه احدهم ان يلاعبه الطاولي او الدومينة
حتى يترك جرائده والصفحات جانبا
ويسارع في رمية نرد
او بعثرة القطع العاجية على الطاولة الخشبية
كان يوزع حبه ما ان يخرج من عتبة داره القديم (الخرابه)
حتى يصل الى ساحة الوثبة
حيث يلتقي بجمع الاصدقاء
ويضحك مع الجميع
من بائع الباقلاء على باب محل المشروبات الروحية
الى بائع الجرائد صديقه القديم القديم
الذي سرعان ما يخبره باخر الاخبار الصباحية
ويقدم له ما يشاء من الجرائد والمجلات ليقرأها مجانا
وبعد ان يأخذ علبة السكائر المفضلة لديه
ينسل الى اقرب مقهى شعبية
ويكون الشاي حاضرا في جميع الاوقات
صيفية كانت ام شتوية
ويتلقف كلمات ال ( الله با الخير )
ليجيبها متلهفا
ويجالس اي كان
دون حدود او خطوط حمراء او عقد شرقية
وما ان يعرض عليه احدهم ان يلاعبه الطاولي او الدومينة
حتى يترك جرائده والصفحات جانبا
ويسارع في رمية نرد
او بعثرة القطع العاجية على الطاولة الخشبية
2- في
اخر الليل حين تمتزج بقاياه مع بقايا الاوهام
اسافر
وحيدا اذ ليس للاوهام ظلال اتكيء عليها
لو
انك تعلمبن .... لكن لبس للاحزان صوت
ولا
صدى
يخترق
المدى
ينبئك
بالحنين
3- كأني بك تنساب مع النور
لتوقظ النهار
تحتار ...... بين ان تغني
و ترسم الاشعار
او ان ترفع عن كاهل عشتروت
العبيء
يا حاملا سفر النبوءات
الم ينبئك منهم احدا
بانك على مقربة من القدر
بؤسنا
نحن البشر
باننا ارتضينا حملها
ونحتنا وحملنا واقمنا ايامنا
ونحن نجهل ان كل شيء ايل
الى عدم
4- في حوش دارنا العتيق
احلم ان تغطيني الظلال
وامسك الزمان
قبل ان يسافر
يسمعني صوت امي
كأنه النشيج:
اغفوا على يديها
ولا
افيق
) دللول يا
الولد يا ابني دللول
عدوك عليل وساكن الجول)
5- الى ابي :
كان يستمتع اذ يسير في ذلك
الطريق الترابي عند زاوية المدينه
يسرح ببصره بعيدا دون حدود
يداعب نسمات الهواء قبل
ان تمر
ويذهب في اعماق ساقية صغيرة
يتفحص ما تحمل المويجات
ربما ذرة من تراب حقله البعيد
انسابت مع النهر
حاملة عبقا من مهروت
والقصب الغافي على ضفافه
شيئا من ذكريات طفوله
شيء....... تريد ان تقوله
احن اليك يا نهري العتيق
لو انه الطريق....
يأخذني اليك عبر غابة الدموع
واستفيق...... في ظلالك
السمراء
6- ربما انت لا تملك شيئا
مع الريح
لكنك تستطيع ان تقول
للراحلين معها
رفقا بالبلابل الحزينة
دعو لها بعض الكلمات
تغنيها
وشيئا من الحب في
كتابها المفتوح
الاحزان ..... نعم اعرف
انهن باقيات
وجمرها الخبيء
سرعان ما تنضو عنه
الريح
بقايا دثار من رماد
لاننا لانملك شيئا مع
الريح
الغاديات الرائحات
7- لم يبق من شيء لك لافي الشوارع او في
البيوت او القلوب او الحاجر
لم لا تسافر
احمل متاعك وارتحل
ان شئت فارحل
اطفيء النور واغلق الباب وارحل
ولاتترك خلفك من
جواب
لا تلتفت لكلمات حيطان الزقاق
توميء من بعيد
او حتى صوت من نشيد
كنا نغنيه بايام الصبا
وتراه ترجعه اليوم احجار الطريق
-8
سنديانة انت اذ تقفين وارفة الظلال
-8
سنديانة انت اذ تقفين وارفة الظلال
اذ تمنحينا جرعات القوة
لم تكوني تخافين من شيء
في الليل
وانا صغير اذ اسمع اصوات الظلام
كنت تبعثين بي الشجاعة
لم تكوني تخافين من شيء
في الليل
وانا صغير اذ اسمع اصوات الظلام
كنت تبعثين بي الشجاعة
اذ تنهظين من فراشك تخترقي
الظلام
اما قلت لك لاشيء يخيف
كم كنا نشعر بالأمان
ونحن نتقاسم الفراش معك
اما قلت لك لاشيء يخيف
كم كنا نشعر بالأمان
ونحن نتقاسم الفراش معك
كان اكلك شظفا كي تشبعينا
وكان لبسك شظفا كي تلبسينا
فقط حلمك كان بوسع الدنيا
وكان لبسك شظفا كي تلبسينا
فقط حلمك كان بوسع الدنيا
و كنت دائما
تذّكرينا ........
حبّوا بعضكم
حبّوا بعضكم
سنديانة انت بلون الليل
حالكة السواد
حالكة السواد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق