الأحد، 4 أكتوبر 2015

من تاريخ الحركة الشيوعية في العراق(الماضي وآفاق المستقبل)
المنظمات والاحزاب الماركسية التي ظهرت بعد القيادة المركزية
..........................................
............... كان لانهيار الحزب الشيوعي العراقي - القيادة المركزيّة (ق.م) دوي يشبه الانفجار لا داخل العراق فقط بل في عموم المنطقة وذلك بسبب الامال التي بنيت على هذا التنظيم من خلال طرحه الجديد وتحليلاته الرائعة، الامر الذي انعكس سلبا على الحركة الشيوعية العراقية. فبدل تنظيم صفوفها لجأت الى تشرذم ظهرت على اثرها تنظيمات شيوعية عراقية عديدة، منها من حاول بناء تنظيمات باسم القيادة المركزية نفسها، ومنها من حاول تجميع من تخلص من براثن الموت البعثية ليبني تنظيم شيوعي جديد. وكان اول تنظيم ظهر بعد ندوة عزيز الحاج التلفزيونية الشهيرة هو تنظيم (الجيش العراقي الثوري) او كما اسمته احد رموزه الباقين على قيد الحياة (الجيش الشعبي لتحرير العراق) وقد استعمل هذا التنظيم الاسلوب الجيفاري في النضال والاسلوب الخيطي في التنظيم, ولم يعتمد على الكتابة واصدار البيانات الامر الذي جعل المتابعين لايعرفون الكثير عن برنامجه وحياته الداخلية وقد حاول التنظيم جاهدا عدم معرفة الاسماء الحقيقية لقيادته واعضائه وكان ضمن شروط الملتحقين فيه ان يكونوا مدربين تدريبا عسكريا جيداً ويملك كل واحد منهم قطعة سلاح، وقد اعتمد التنظيم ساحة العمل الفدائي الفلسطيني ميدانا لتدريب اعضائه واخفاءهم عن عين السلطة العراقية الفاشية، وايضا لايمان التنظيم ان ساحة النضال واحدة اينما كانت لان الانتصار على الامبريالية في أي موقع هو مسمار في نعشها الابدي, ولكن بسبب معارك ايلول في الاردن سنة 1970 اضطر التنظيم الى سحب معظم عناصره الى داخل العراق مما شكل عبئاً مالياً على التنظيم لكون معظم اعضائه كانوا مطلوبين من السلطة البعثية, اقلها مطلوب للخدمة العسكرية الامر الذي دفعه للتسرع في التخطيط لعمليات من اجل الحصول الى المال لتغطية النفقات، وقد فشلت هذه العمليات بفعل التسرع او اسباب اخرى، اعضاء التنظيم الباقين على قيد الحياة هم افضل من يكتب عنها, لقد حصلت الضربة القاضية ليلة (22/ايار/1971) حيث القي القبض على معظم اعضاء القيادة وعلى رأسهم قائده الشهيد معين النهر (خالد) في مدينة الحرية بـ(بغداد) حيث كان مريضا في بيت اخته وقد دل عليه احد المنهارين في قيادة التنظيم المدعو (أياد جواد الانصاري) وقد قاوم الشهيد معين النهر قوات الامن بصلابة شيوعية عالية واستشهد بعد ان قتل احد رجال الامن وجرح اثين اخرين, وقد اعتقل من قياديي التنظيم كل من يحيى سرحان وفاضل حسن العكام والشاعر الشيوعي المعروف محمود الريفي.
وقد استلم قيادة التنظيم بعد ذلك (ظافر النهر), الذي استمر في قيادة التنظيم حتى سنة 25/4/1974 حيث تم القاء القبض عليه مع بضعة من رفاقه في منطقة كردستان وسلموا الى السلطة البعثية واعدموا جميعا واستمر التنظيم يعمل في خارج العراق لمدة طويلة وكان من ضمن القياديين البارزيين فيه هاني النهر (احمد) وعبدالله شهواز والشهيد عبدالامير.
وكان لدى التنظيم علاقات واسعة مع كثير من الرموز امثال (ابو الفهود, مطر لازم) والشاعر مظفر النواب, ولقد التحق بالتنظيم كثيراً من الشيوعيين الذي طردتهم جامعة كادحي الشرق السوفيتية لنشاطهم المخالف للنهج السوفيتي واهمهم (بولا البرزنجي وفؤاد محمد علي وعماد النهر).
لقد كان اغلب الدعم المادي يأتي عن طريق الراحل حسن النهر والد الشهداء معين وظافر وخال الشهيد عماد الصالحي. لاشك بان الرفاق اعضاء هذا التنظيم هم الذين يستطيعون تصحيح ماورد وكتابة تاريخهم بطريقة افضل.
عبد الحسن حسين يوسف
2012-08-11
---------------------------------------------
نشر الدراسة لاول مرة في الحوار المتمدن العدد: 2048 - 2007 / 9 / 24 - 13:24
أعلى النموذج


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق