السبت، 24 أكتوبر 2015


16 hrs
قصة الأميرة خديجة ابنة آخر الخلفاء العثمانيين وزوجة أغنى رجل بالعالم
رام الله - دنيا الوطن
«إلى أين نحن ذاهبون؟ ربما إلى مأساة غير متوقعة وربما إلى أيام غربة مملوءة بالجفاء والألم.. بهذه الضربة تحطمت جميع آمالي وانطفأت جميع أنوار سعادتي».. بهذه الكلمات كانت تستعيد الأميرة «در شهوار»، الابنة الوحيدة لآخر الخلفاء العثمانيين، الساعات الحزينة من عمرها عندما صدر قرار ترحيل أبيها وأسرتها من البلاد وهي لم تتخط العاشرة من عمرها، ليأتي مصطفى كمال أتاتورك أول رئيس جمهورية لتركيا.
الأميرة «در شهوار» Durru Shehvar أو «در الملوك»، هي الأميرة خديجة خيرية عائشة درشهوار بنت الخليفة عبدالمجيد آخر خلفاء آل عثمان، ووالدتها هي السيدة عطية مهستي هانم، كانت الابنة المفضلة المحبوبة لدى السلطان العثماني وأجمل فتيات عصرها التي لا تفارقه أبدا، التي كان يرسم لها لوحات عديدة ويعلقها في قصر «دولما» بهشة في تركيا، كما جاء في صحيفتي «تليجراف» البريطانية، و«الرياض» السعودية، ومواقع alorobanews، و royalstory، و shomosnew، وصفحتي «صور قديمة لمصر» و«الصفحة الرسمية لموقع الملك فاروق – فاروق مصر» على موقع «فيس بوك».
ولدت «در شهوار» في 26 يناير 1914 بقصر «شامليجا» في «أوسكدار» بإسطنبول في تركيا، وبعد ترحيل عائلتها وهي في العاشرة من عمرها، توجه الخليفة «عبدالمجيد» وعائلته للعيش في مدينة نيس بفرنسا، وبعد سنوات قليلة من ضيق العيش غادر وعائلته إلى الهند ضيفا على نظام الدين حاكم مقاطعة حيدر أباد الذي كان أغنى حاكم في العالم.
وتزوجت في عام 1931 من الأميرَ حمايت علي خان أكبر أبناء عثمان علي خان آخر حكام إمارة حيدر أباد بجنوب الهند، وتم زواجها في بلدة نيس بفرنسا عام 1931، وباتت تحمل لقب «أميرة برار»، وكان «نظام» سلطان حيدر أباد حينذاك يعتبر أغنى رجل في العالم وكان يملك عام 1930 ما يقدر بحوالي 100 مليون جنيه إسترليني من الذهب والفضة إلى جانب ما قيمته 400 مليون جنيه إسترليني من المجوهرات، وقدم 25 مليون جنيه إسترليني لمجهود الحرب البريطاني خلال الحرب العالمية الأولى، ويقال إن هذا الزواج قرب بين القارتين الآسيوية والأوروبية.
وكان «النظام» أعلى رتبة بين كل الأمراء في الهند البريطانية، وحكمت أسرته إمارة حيدر أباد منذ عام 1712 إلى عام 1948 حين غزتها القوات الهندية وضمتها إلى الهند عنوة، وكانت تتكون من أراض شاسعة في وسط وجنوب الهند وهي موزعة حاليا على 3 ولايات هندية جنوبية هي «آندهرا براديش، وماهارشترا، وكرناتكا»، وكانت إمارة حيدر أباد تفوق في مساحتها بلدانا أوربية عديدة.
وتزوجت بنت عم الأميرة «در شهوار»، الأميرة «نيلوفر» من ابن النظام الأصغر شجاعت علي خان، ووصفت الأميرة «نيلوفر» بأنها كانت أجمل امرأة في العالم في شبابها، ويعتقد أن النظام من خلال هذه المصاهرة كان يهدف إلى الحصول على الشرعية الإسلامية كخليفة مقبل للمسلمين.
وفي عام 1944، توفي الخليفة «عبدالمجيد» والد «در شهوار»، ومن أجل سعي «درّ الشهوار» لدفن والدها في تركيا قامت بصفتها «أميرة برار» الهندية بزيارة تركيا ومقابلة رئيس الجمهورية وقتها عصمت إينونو، ورغم مقابلته وحرمه لها لكنها لم تستطع إقناعه بدفن والدها هناك وخرجت حزينة، لكنها قررت ألا تيأس وتستمر في السعي من أجل ذلك مستقبلاً.
وقررت «در شهوار» حفظ جثمان والدها الخليفة «عبدالمجيد» في أحد مساجد باريس، وفي عام 1954، زارت «در شهوار» تركيا مرة ثانية، وأقنعت عدنان مندريس رئيس الحكومة آنذاك الذي ينتمي إلى الحزب الديمقراطي الجديد بدفنه في تركيا، لكن المجلس الوطني التركي علّق البت في هذه المسألة بعد معارضة بعض نواب الحزب الجمهوري، فتحطمت آمال «در الشهوار» بدفن والدها في بلاد أجداده.
ويأبى القدر إلا أن يضع نهاية لهذه القصة الحزينة لجثمان آخر خليفة عثماني، حيث سعت «در الشهوار» أخيرا لدفنه في المدينة المنورة، وبهذا تكون قد أوفت بأمانتها ومحبتها لوالدها وإن كان بعيدا عن أرض أجداده لكنه قريبا وجارا للرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه، والصحابة، ولم تغفر «در الشهوار» لبلدها الذي رفض استقبال والدها ولو جثة هامدة، لذا لم تستعد الجنسية التركية بعد السماح لعائلة «آل عثمان» بذلك وبقيت تحمل جواز سفر إنجليزيا لكنها قامت برحلات قليلة لزيارة إحدى قريباتها في تركيا لكنها لم تستقر هناك رغم الدعوات الكثيرة لها.
وتوفيت الأميرة «در الشهوار» أو أميرة «الهند التركية» كما أطلقت عليها الصحف العالمية، في العاصمة البريطانية، لندن، في 7 فبراير 2006، عن عمر ناهز 92 عاما، أوصت ولديها اللذين يقيمان في حيدر أباد بالهند بدفنها بمقبرة المسلمين في لندن المسماة بـ«رووك وود» وليس في بلاد أجدادها بتركيا، وبهذا أثبتت هذه الأميرة حبها وإخلاصها لوالدها حتى آخر لحظة في حياتها رغم أنها عند مغادرتها وطنها عام 1924 وهي طفلة في العاشرة قد أثبتت أيضا محبتها لبلدها عندما التقطت وهي «درّة الملوك» حصوة صغيرة لتذكرها بوطنها هي بالنسبة إليها أعز من كل الدرر، كما روت في مذكراتها.



الأحد، 4 أكتوبر 2015

تداعيات بعد الخمسين 
كان جمع النسوة المتسربلات بالسواد وهن يطرقن شوارع بيروت في احد الليلالي الصيفية تتعالى اصواتهن وضحكاتهن لا اعلم على ماذا لكن كل شيء كان يدعو الى اللهو وهن يذهبن لتلبية رغبة في انفسهن برؤية البحر ؟ تصور انهن برغم سفراتهن المتعددة الى بيروت عروس البحر المتوسط لم يرين البحر ولا مرة اذ كن يقضين نهارهن في التسوق ولا يعرفن من هذه المدينه الساحرة الا الفندق البائس من الدرجة العاشرة الذي ينزلن فيه والطريق الى  سوق الملابس الذي يتسوقن منه البضاعة التي يتاجرن بها بين بغداد وبيروت ولا يحيدن عن الطريق ، اما اليوم فمن ورطهن في هذه الرحلة الراجلة الى البحر؟ لا اعلم كيف قبلن بذلك وكيف استطاعت والدتي ان تقنعهن؟ كان ذلك بناءا على طلب مني اذا كنت متلهفا لرؤية البحر الذي سمعت به وتعرفون ان طلبات الاطفال تصبح اوامر نتيجة لألحاحهم ، وبعد مسيرة استغرقت حوالي الساعة في الشوارع الخالية واجهنا البحر بهيجانه وامواجه العاتية اذ كانت الليلة فيها رياح غير اعتيادية وكان البحر هائجا مما سبب صوت امواجه رعبا في انفس النسوة العجائز اللذين لم يرين في حياتهن اكثر من دجلة المنساب هادئا وحنينا في بغداد وسرعان ما ابتدئن بالتعبير عن خوفهن كأنما سيبتلعهن الموج وهن على رصيف الكورنيش ، لكن رذاذها كان يصل اليهن عند ارتطام الامواج بصخور الجرف الواقية  ، طالبن بالرجوع فورا وعدم التمادي في السير بعيدا على رصيف الكورنيش خوفا من ابتلاع الموج لهن او يمكن ان ينهار هذا الرصيف الذي يرتج من اصطدام الموج به فامتثلنا لطلبهن ورجعنا دون ان يتركوني استمتع بالرذاذ المتطاير وصوت الامواج المروع وكانت هذه اخر مرة ارى فيها البحر حتى رأيته بعد عمر طويل .      
1- ( مجيد حميد النفس )
كان يوزع حبه ما ان يخرج من عتبة داره القديم (الخرابه)
حتى يصل الى ساحة الوثبة 
حيث يلتقي بجمع الاصدقاء
ويضحك مع الجميع 
من بائع الباقلاء على باب محل المشروبات الروحية 
الى بائع الجرائد صديقه القديم القديم 
الذي سرعان ما يخبره باخر الاخبار الصباحية 
ويقدم له ما يشاء من الجرائد والمجلات ليقرأها مجانا 
وبعد ان يأخذ علبة السكائر المفضلة لديه 
ينسل الى اقرب مقهى شعبية 
ويكون الشاي حاضرا في جميع الاوقات 
صيفية كانت ام شتوية 
ويتلقف كلمات ال ( الله با الخير )
ليجيبها متلهفا 
ويجالس اي كان 
دون حدود او خطوط حمراء او عقد شرقية
وما ان يعرض عليه احدهم ان يلاعبه الطاولي او الدومينة 
حتى يترك جرائده والصفحات جانبا 
ويسارع في رمية نرد
او بعثرة القطع العاجية على الطاولة الخشبية



2-      في اخر الليل حين تمتزج بقاياه مع بقايا الاوهام
اسافر وحيدا اذ ليس للاوهام ظلال اتكيء عليها
لو انك تعلمبن .... لكن لبس للاحزان صوت
ولا صدى
يخترق المدى
ينبئك بالحنين


3-      كأني بك تنساب مع النور
لتوقظ النهار
تحتار ...... بين ان تغني
و ترسم الاشعار
او ان ترفع عن كاهل عشتروت
العبيء
يا حاملا سفر النبوءات
الم ينبئك منهم احدا
بانك على مقربة من القدر
بؤسنا
نحن البشر
باننا ارتضينا حملها
ونحتنا وحملنا واقمنا ايامنا
ونحن نجهل ان كل شيء ايل الى عدم

4-      في حوش دارنا العتيق
احلم ان تغطيني الظلال
وامسك الزمان
             قبل ان يسافر
 يسمعني صوت امي
كأنه النشيج:
اغفوا على يديها
ولا افيق
) دللول يا الولد يا ابني دللول
عدوك عليل وساكن الجول)


5-      الى ابي :
كان يستمتع اذ يسير في ذلك الطريق الترابي عند زاوية المدينه
يسرح ببصره بعيدا دون حدود
يداعب نسمات الهواء قبل ان تمر 
ويذهب في اعماق ساقية صغيرة
 يتفحص ما تحمل المويجات
ربما ذرة من تراب حقله البعيد
انسابت مع النهر
حاملة عبقا من مهروت
والقصب الغافي على ضفافه
شيئا من ذكريات طفوله
شيء....... تريد ان تقوله
احن اليك يا نهري العتيق
لو انه الطريق....
 يأخذني اليك عبر غابة الدموع
واستفيق...... في ظلالك السمراء  


6-      ربما انت لا تملك شيئا مع الريح
لكنك تستطيع ان تقول للراحلين معها
رفقا بالبلابل الحزينة
دعو لها بعض الكلمات تغنيها
وشيئا من الحب في كتابها المفتوح
الاحزان ..... نعم اعرف انهن باقيات
وجمرها الخبيء
سرعان ما تنضو عنه الريح
بقايا دثار من رماد
لاننا لانملك شيئا مع الريح
الغاديات الرائحات

7-       لم يبق من شيء لك لافي الشوارع او في البيوت او القلوب او الحاجر
لم لا تسافر
احمل متاعك وارتحل
ان شئت فارحل
اطفيء النور واغلق الباب وارحل
ولاتترك خلفك  من جواب
لا تلتفت لكلمات حيطان الزقاق
توميء من بعيد
او حتى صوت من نشيد
كنا نغنيه بايام الصبا
وتراه ترجعه اليوم احجار الطريق

-8
سنديانة انت اذ تقفين وارفة الظلال
اذ تمنحينا جرعات القوة 
لم تكوني تخافين من شيء 

في الليل 
وانا صغير اذ اسمع اصوات الظلام 
كنت تبعثين بي الشجاعة
اذ تنهظين من فراشك تخترقي الظلام 
  اما قلت لك لاشيء يخيف

كم كنا نشعر بالأمان 
ونحن نتقاسم الفراش معك

كان اكلك شظفا كي تشبعينا
وكان لبسك شظفا كي تلبسينا 
فقط حلمك كان بوسع الدنيا
  و كنت دائما تذّكرينا  ........
                           حبّوا بعضكم   
سنديانة انت بلون الليل 
حالكة السواد



اسمه الكامل حسن محمد على خيوكه ولادته في بغداد في محله حسن باشا عام 1912 تعلم فن المقام العراقي على يد ابيه وتاثر بالاستاذ محمد القبانجي واقتبس الكثير من اساليبه المقاميه.
عمل في بدايه حياته مع اخيه عبد الرزاق خيوكه في الكاريات التي كانت تعمل على طريق الكاظميه
تفرغ بعد ذلك كليا الى المقام العراقي في العام 1934 وهو العام نفسه الذي عمل فيه مغنيا في اذاعه قصر الزهور
يعتبر حسن خيوكة من المطربين المعروفين الأوائل فقد تتلمذ على يده الكثير من قراء المقام وتعدى في ذلك إلى قارئات المقام وهن نادرات وقد تتلمذت على يده في غناء مقام الدشت المطربة زهور حسين
 ثم دخل دار الاذاعه العراقيه عام 1940 كتب ولحن معظم اغانيه التي كان يؤديها من اشهرها: من البير لو مي شربت,
بدا المرحوم خيوكه حياته الفنيه من قراءه المقامات على مسرح في سوق الشورجه بصحبه وغنى في مقاهي شارع الكفاح ومسرح الميدان .
رحل حسن خيوكة عن عالمنا لعالم أفضل في العام 1962
من تاريخ الحركة الشيوعية في العراق(الماضي وآفاق المستقبل)
المنظمات والاحزاب الماركسية التي ظهرت بعد القيادة المركزية
..........................................
............... كان لانهيار الحزب الشيوعي العراقي - القيادة المركزيّة (ق.م) دوي يشبه الانفجار لا داخل العراق فقط بل في عموم المنطقة وذلك بسبب الامال التي بنيت على هذا التنظيم من خلال طرحه الجديد وتحليلاته الرائعة، الامر الذي انعكس سلبا على الحركة الشيوعية العراقية. فبدل تنظيم صفوفها لجأت الى تشرذم ظهرت على اثرها تنظيمات شيوعية عراقية عديدة، منها من حاول بناء تنظيمات باسم القيادة المركزية نفسها، ومنها من حاول تجميع من تخلص من براثن الموت البعثية ليبني تنظيم شيوعي جديد. وكان اول تنظيم ظهر بعد ندوة عزيز الحاج التلفزيونية الشهيرة هو تنظيم (الجيش العراقي الثوري) او كما اسمته احد رموزه الباقين على قيد الحياة (الجيش الشعبي لتحرير العراق) وقد استعمل هذا التنظيم الاسلوب الجيفاري في النضال والاسلوب الخيطي في التنظيم, ولم يعتمد على الكتابة واصدار البيانات الامر الذي جعل المتابعين لايعرفون الكثير عن برنامجه وحياته الداخلية وقد حاول التنظيم جاهدا عدم معرفة الاسماء الحقيقية لقيادته واعضائه وكان ضمن شروط الملتحقين فيه ان يكونوا مدربين تدريبا عسكريا جيداً ويملك كل واحد منهم قطعة سلاح، وقد اعتمد التنظيم ساحة العمل الفدائي الفلسطيني ميدانا لتدريب اعضائه واخفاءهم عن عين السلطة العراقية الفاشية، وايضا لايمان التنظيم ان ساحة النضال واحدة اينما كانت لان الانتصار على الامبريالية في أي موقع هو مسمار في نعشها الابدي, ولكن بسبب معارك ايلول في الاردن سنة 1970 اضطر التنظيم الى سحب معظم عناصره الى داخل العراق مما شكل عبئاً مالياً على التنظيم لكون معظم اعضائه كانوا مطلوبين من السلطة البعثية, اقلها مطلوب للخدمة العسكرية الامر الذي دفعه للتسرع في التخطيط لعمليات من اجل الحصول الى المال لتغطية النفقات، وقد فشلت هذه العمليات بفعل التسرع او اسباب اخرى، اعضاء التنظيم الباقين على قيد الحياة هم افضل من يكتب عنها, لقد حصلت الضربة القاضية ليلة (22/ايار/1971) حيث القي القبض على معظم اعضاء القيادة وعلى رأسهم قائده الشهيد معين النهر (خالد) في مدينة الحرية بـ(بغداد) حيث كان مريضا في بيت اخته وقد دل عليه احد المنهارين في قيادة التنظيم المدعو (أياد جواد الانصاري) وقد قاوم الشهيد معين النهر قوات الامن بصلابة شيوعية عالية واستشهد بعد ان قتل احد رجال الامن وجرح اثين اخرين, وقد اعتقل من قياديي التنظيم كل من يحيى سرحان وفاضل حسن العكام والشاعر الشيوعي المعروف محمود الريفي.
وقد استلم قيادة التنظيم بعد ذلك (ظافر النهر), الذي استمر في قيادة التنظيم حتى سنة 25/4/1974 حيث تم القاء القبض عليه مع بضعة من رفاقه في منطقة كردستان وسلموا الى السلطة البعثية واعدموا جميعا واستمر التنظيم يعمل في خارج العراق لمدة طويلة وكان من ضمن القياديين البارزيين فيه هاني النهر (احمد) وعبدالله شهواز والشهيد عبدالامير.
وكان لدى التنظيم علاقات واسعة مع كثير من الرموز امثال (ابو الفهود, مطر لازم) والشاعر مظفر النواب, ولقد التحق بالتنظيم كثيراً من الشيوعيين الذي طردتهم جامعة كادحي الشرق السوفيتية لنشاطهم المخالف للنهج السوفيتي واهمهم (بولا البرزنجي وفؤاد محمد علي وعماد النهر).
لقد كان اغلب الدعم المادي يأتي عن طريق الراحل حسن النهر والد الشهداء معين وظافر وخال الشهيد عماد الصالحي. لاشك بان الرفاق اعضاء هذا التنظيم هم الذين يستطيعون تصحيح ماورد وكتابة تاريخهم بطريقة افضل.
عبد الحسن حسين يوسف
2012-08-11
---------------------------------------------
نشر الدراسة لاول مرة في الحوار المتمدن العدد: 2048 - 2007 / 9 / 24 - 13:24
أعلى النموذج


اصول سومرية خالصة
(المعدان) و(البربرة) يجمّعهم الهور وتفرّقهم طرق الصيد
ميسان /يوسف المحمداوي
سوق الجديدة الملاصق للسوق الكبير (المسكوف) فتحت عيني على وجوده وسط
 مدينة العمارة منذ منتصف ستينيات القرن الماضي،والتعرف عليه لم يأت عن طريق الصدفة،وأنما جاء بحكم وجود بيتنا بالقرب من ذلك السوق الذي لايزال يحتفظ بحويته وسط منطقة الجديدة السكنية الى يومنا هذا،اتذكر جيدا وانا ارافق والدتي بالذهاب فجرا الى السوق،بأنها تتعمد الذهاب في ذلك الوقت المبكر لكونها كما كانت تقول (خل اروح من وكت كبل لا المعدان يروحون)،وحين رأيتهم وهم يفترشون ارضية السوق ببضاعتهم المتنوعة ما بين دجاج العرب،والبيض والدهن الحر والحليب والاسماك والطيور،لم أفهم حينها مامعنى كلمة معدان ولماذا أطلقت عليهم هذه التسمية،وحين كانت تأتي العطلة المدرسية ونذهب الى الريف لزيارة الاقرباء،تتكرر على مسامعي تلك التسمية فضلا عن وصف آخر لأناس أشد منهم سمرة يسمّون بالبربره،مابين المعدان والبربرة وحياتهم ومن هم؟وسبب التسمية واصولهم؟اسئلة كثيرة لعلي في استطلاع متواضع استطيع الرد بها واشباع فضول طفولتي التي لم تجد الجواب حينها.
اسباب التسمية
يطلق سكان المدن والأهوار معا تسمية (المعدان) على أصحاب الجاموس حيث كان ولايزال يستعمل هذا التعبير بكثير من الغموض، فسكان المدن في العراق يستعملونه في معان مختلفة للتدليل على سكان الأهوار عامة وبلا تمييز، ان كلمة (معيدي او معدان) تطلق على الذين يسكنون مناطق الأهوار ويعتنون بتربية الجاموس ويعتبرونها مهنتهم الأولى، إضافة لممارستهم صيد الطيور والأسماك وصناعة الحصران (البواري) كما يقول الكاتب حيدر شومان الصافي،مبينا ان هذه النعوت ماهي الا وصف لنوع من الحياة التي فرضتها ظروف الحاجة والبيئة التي يعيشون فيها، أي ان هذه التسمية ما هي إلا وصف لمهنة وليس عيبا من عيوب الجنس البشري، هذا ومن المعروف ان الجماعة المقصودة بكلمة (معيدي) او (معدان) ينتمون الى قبائل عربية معروفة النسب والحسب والجذور، وحضارة المعدان عرفها الانسان، حسب تقدير العلماء، لمدة الف عام. كانت هذه المنطقة تفيض بخير وفير يفي باحتياجات عرب الاهوار "المعدان"، وكانوا يستخدمون قصب المنطقة الشهير لبناء بيوتهم الطافية على مجاري المياه واليابسة والتي لا تغرق مع الفيضان، بل تطفو فوق مائه لتهبط ثانية بعد زواله.. ويؤكد العديد من الانثروبولوجيين ان المعدان بقايا السومريين ويستدلون على ذلك بان منطقة الاهوار كانت موطن السومريين، حيث مدن اكد واور، كذلك من وجود الادوات والعدد السومرية التي لا تزال مستخدمة عند المعدان، مثل "الفالة" و "المشحوف".
الدراسات والاصول
هذه البيوت والمضايف هي ذاتها التي سكن بها ابناء السلالات، والتي ما زالت مرسومة على الكثير من الالواح والمسلات ، وقد اظهرت تنقيبات اور الكبرى، التي قام بها العلامة ليوناردو وولي لصالح جامعة بنسلفانيا الاميركية الكثير من الشواهد المرسومة، ومنها ما كشفه في التنقيب بالطبقات العميقة من المكان الثري،ان اور كانت في يوم ما مدينة على ساحل مائي ضخم، كما اكد كلامه السير ماكس مالوان الذي رافق وولي في رحلة التنقيب في كتابه "ماكس مالوان"،وفي احدى محاضراته تحدث مالوان مبيناً ان الاصول السومرية والبابلية والاكدية ما زالت باقية عند اجناس من البشر هم اليوم سكان الاهوار ويطلقون عليهم لقب "المعدان"، وهناك عدة رؤى وافتراضات لاصول تلك الشريحة الاصيلة من الناس تعيدهم الى العصور الحضارية الاولى، ومهما تعددت اماكن تواجدهم فان اصولهم باقية تحوم في ذات المكان اي اراضي بلاد الرافدين،وعالم الأنثروبولجيا هايردال ذكر في كتابه ( حملة دجلة ..البحث عن البداية )، " لقد عشت مع أُناس بدائيين في بولونيزا و أمريكا و أفريقيا , و لكن عرب الأهوار ليسوا بدائيين بأي صورة من الصور ، انهم متحضرون و لكن بطريقة تختلف عنا . ليس لديهم تكنولوجيا التحكم عن بعد , ولكنهم اختاروا اقصر طرق المتعة ومن مصادرها مباشرة، وقد أثبتت حضارتهم إنها قابلة للحياة والاستمرار .
العصر العباسي والتسمية
الدكتور خزعل الماجدي في احدى محاضراته يبين ان المعدان: ومفردها معيدي وهو الاسم الذي يعرفون به في اللهجة العراقية هم مجموعة سكانية موطنها الأصلي منطقة أهوار جنوب العراق. يشكل المعدان غالبية كبيرة من سكان الأهوار، لكنهم ليسوا كل سكان الأهوار, نسبتهم في الأهوار الشرقية أكبر من الأهوار الغربية, يتميز المعدان بتربيتهم جواميس واعتمادهم على صيد الأسماك كمصادر للرزق، ويذكر ان المعدان كانوا يسمون في العصر العباسي بقبائل المعادي كما يقول الماجدي، ويوجد مثل شائع يقول (أن تسمع بالمعيدي خير من أن تراه) ويرى الباحثون أنه أطلق أولاً على طائر ذي صوت جميل وشكل بشع اسمه المعيدي ومن ثم شمل المعدان، قسراً، بسبب تشابه الإسمين، وقد أثبتت التحليلات الجينية (حامض دي. أن. أي) محلية المعدان وعلاقتهم بالعرب وسكان العراق القدماء والسومريين بشكل خاص، وعدم نزوحهم من مكان آخر كما يشيع البعض، ويبلغ عددهم حوالي نصف مليون منهم الآن سوى 85 الف في العراق والباقي في الاحواز وهم من العرب ويسميهم الأجانب بمصطلح (عرب الأهوار).
من هم البربرة ؟
للأمانة أقولها لم أجد فرقا بين المدعو(مجو البربري)وهو صياد سمك معروف على مستوى ناحية العدل التابعة لقضاء المجر،وبين (زاير حسين المعيدي)فكلاهما يحملان تلك السمرة السومرية،والبناء الجسماني الذي يحيلنا الى ابطال رياضة كمال الاجسام بعضلاتهم المفتولة،والصوت الذي يخرج من اقدامهم اثناء المشي،فمالسبب في هذه التسميات لاسيما وان كلاهما يعودان الى عشائر واصول عربية ،والاثنان يمارسان مهنة صيد الاسماك ،لكن الدكتور جمال حسين علي في بحثه المعنون"الاهوار"وضع النقاط على الحروف كما يقال حين قال ينقسم الأهواريون في طريقة صيد الأسماك إلى نوعين: المعدان الذين يصيدون بالفالات والبربرة الذين يستخدمون الشباك ، والمعدان يأكلون السمك ويستنكفون من بيعه كما أنهم لا يبيعون لبن الجواميس ولا يمارسون التجارة، بينما البربرة يأكلونه ويبيعونه، هذه المستويات الاجتماعية حين كان المعدان يضعون البربرة في سلم أدنى منهم كمزارعي الخضار ومرقعي النعل والحدادين والحائكين والصابئة الذين كانوا يمتهنون الحرف اليدوية المختلفة وإن اشتهروا بالصياغة، الأهواريون بعد المحن كما يوضح البحث، أصبحوا متساوين إلى حد كبير واختلطوا وتزاوجوا وامتزجت دماؤهم ولا أحد يشمر عن نفسه ويعتبر نفسه أفضل فيما الآخرون أدنى، فقد ظهر جيل أكثر «اشتراكية» من الصارمين بتقاليد القرون السالفة.
الصيد بالفالة او الشبكة
مسألة الصيد بالفالة أو الشباك لها مبرراتها كما يقول الباحث، فالمعيدي الأصلي يرى أنه يصيد السمك بذراعه وشكيمته وشطارته بالفالة ويقتنص الطير بالبندقية، بينما الآخرون، الذين لا يحترمهم جدا، يصيدون الاثنين بمعونة خداع الشبكة، لم يكن أي منهم يضرب الصفائح طوال اليوم محدثة جلبة لكي يوجه السمك نحو شباكه حسب طريقة صيد يسمونها «السواحل» يسيجون فيها منطقة معينة بقماش يبدأ بعدها الطرق على الصفائح لتجميعها في المصيدة، والفرق أن المعدان يصيدون وهم واقفين، بينما الصيد جلوسا يعدونه معيبا فيما ينيرون المشاعل لاستثارة السمك في الليل ولا يطبلون على الصفائح لتوجيهها للشباك كغيرهم، الصيد بالليل بطريقة «السراج والفالة» حيث ينصبون الفوانيس أو المشاعل أو «اللوكسات» (التريك) في حيزوم الزورق لإنارة منطقة شاسعة في الماء وجذب الأسماك إلى الضوء وحينها يقف الصياد على "دواسة«الزورق (مقدمته) والانقضاض عليها بالفالة وهي عصا من الخيزران الغليظ يصل طولها إلى أربعة أمتار نهايتها مدببة بثلاثة رؤوس حديدية تشبه نهايات النبال، وبضربة واحدة يمكنهم التقاط السمك، خاصة الثمين منه كالقطان والبني. ويمكن استخدام الفالة بطريقة صيد «الدك» المعروفة بالمناطق الخابطة التي لا يمكن رؤية الأسماك فيها، بضرب الفالة عشوائيا بالمياه لحين التقاط السمكة بواسطة أشواكها المسننة.
قارىء سر الموجة

أن تكون صيادا سواء من المعدان أو البربرة فهو أمر بالتأكيد يحتاج الى معايشة ولهفة وشغف لتعلم المهنة ،والصبر على معاناة الصيد الذي تعوده الصياد،وبالتالي مع مرور الزمن تصبح صيادا شأنك شأن الآخرين ،لكن ان تعرف نوعية السمكة قبل صيدها اورؤيتها فهذا أمر يعد من المستحيلات والصعب ادراكه ،الا اذا كانت بحوزتك اجهزة كشف متطورة وكاميرات مائية لرؤية تلك الكائنات،لكن الصياد "ساطور آل حول" كما يقول الدكتور جمال حسين علي بأنه يعرف نوع السمكة من حركة الأمواج وعلى حد قوله "السمكة بزبـّادها"،فأية جامعة تظفر بمثل هذا الفتى وأي فقه ينير وهج الطبيعة ومسالكها، قارئ سر الموجة وزعانف السمكة فيما كانت تضربها على الجانب وتحرك الأمواج فستكون شبوطا وإن انحرفت ضد التيار وتلوت أصابع الموجة فهي بنيـّة وإن دارت حول نفسها مرات قبل أن تقرر فتح ثغرة بالموج لتغطس فهي حمرية، وان تكاسلت واستمرت باضطرابها فهي "صبرة" لائذة عند جارتها ،ولو شوهدت دوامة كبرغش الريح فهذا تجمع لزوري على قندس ميت، ولو رميت البذار وربيان مطليا بالعجين وظل الموج ساكنا فأن «شانكا» كبيرا يخيف الأخريات من الاقتراب، ولو صدحت الموجة ضد تيارها فان كبير «الشلج»يلبط برؤيته صبايا السمكات. كل حلقة للأمواج هنا تفي بشروطها ولكل شيء سبب في التتابع والاحتمال والحال والمحال وفي التدبير العجيب للرحابة والاختلاج، فلا منافسة ولا شحنات زائدة طالما الخير وفير، مخلوقات مملكة الماء هنا متساوية في الحقوق ومتآزرة ومتشاركة ويفهم بعضهما بعضا، فكما يعرفهن «ساطور آل حول»من حركة الأمواج،فالسمكة تعرفه وتدرك حركاته كما يقول هذا الصياد العالم.