الجمعة، 25 مارس 2016


كانت احدى الظهاري الحارة حيث كنت اهرب من قيلولة الصيف كنت انتظر انقضاء الصبحيات واقضيها كيفما كان منتظرا قدوم الظهيرة حيث تخلو الطرقات من المارة ومن هرج الاطفال الذي لاينتهي وصياح امهاتهم عليهم واضطرارهن للخروج الى الزقاق لمتابعتهم مما يؤدي الى حدوث توقفات في انسيابية اللقاءات وتدفق الكلمات والابتسامات والتنهدات ، وانتظرتك طويلا حتى امتلأت بالياس من خروجك فتركت الباب مفتوحا وقفلت راجعا الى داخل البيت وما ان تمددت على الاريكة وكانت عيني تأبى مفارقة مدخل البيت والستارة التي تغطيها حتى لمحت حركة خلف الستارة فنهضت مسرعا حذرا متجنبا ان يحس احدا من الغاطين في نومهم بحركتي وهرولت  الى الباب حيث فوجئت بك ما بين الستارة والباب و كانت الدموع تنساب من عينيك وتغصين في عبرة اخبرتني من خلالها بانه هنالك مشكلة مع اهلك  اتخذتها حجة للخروج الى الزقاق واللجوء الى دارنا الذي كانت بابه مفتوحة  ، يالهذا الحلم الجميل وانت في احضاني ترتمين ونغرق في صخب الحنين بلا كلمات احسست بك تبحثين عن حضن به تستنجدين وعيونك الملئى بالدموع شربتها بكل اشتهاء ، ياليتك كل يوم تقبلين تجدين حضني في انتظارك لتفرغي ما فيك من شوق وتتركيني اسمع الاهات المخبوءة في صدرك ، و احلق ولو وقتا قصير عن قرب في سموات عينيك واسرح بالقبلات ما بين خدك والجبين  لو انك تعلمين كم انت لذيذة والحزن يأخذ منك مأخذه

تبقى ذاكرتنا محتفظة باخر صورة رأت بها شخص ما ، ولو انقطعت عنه سنين طوال ستبقى تلك الصورة هي التي تسترجعها عن ذلك الشخص ،ربما نتفاجأ عندما نشاهده ثانية ونحاول ان نربط بين الصورة التي نحتفظ بها في ذاكرتنا وصورته الحالية 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق