الاثنين، 18 يناير 2016


لميعة عباس عمارة

وجدت في لغة أهل العمارة الكثير من الفصحى المنسية. وجدت فيها الكثير من العواطف الحقيقية. وجدت في العمارة روح الشعر. الكل يشعر، عمال البناء، بائعو الخضار ينادون بوزن وقافية ويؤلفون الردات للمزح وتسيير الوقت خلال العمل. الشعائر الحسينية ما نسميه بالقرايات أو مرثيات الحسين، تثقفنا بهذة الثقافات. كنت أذهب من "قراية الى قراية" وكنت أكثر الناس بكاء. أذننا تعلمت على هذا الوزن وهذة اللمسة الإنسانية. الرثاء الحسيني يُعلم رقة القلب. تعلمنا الكرم الحقيقي والبساطة. أهل العمارة طيبون جداً وبسطاء الى أبعد الحدود. أطيب أكلة عندنا كانت هي الخبز والبصل والملح الخشن على سطح البيت. انا أحببت كل شيء في العمارة. 
عفاف نعش: وغير المراثي، ماذا عن الأهازيج والأفراح؟
 لميعة عباس عمارة: كلها شعر أيضاً. كنا نتحدث شعراً إن أردنا. النُكت والحزورات كلها كانت تقال شعراً. في الأعراس كانت الاحتفالات تستمر شهراً كاملاً، وتكون مجالس للنساء فقط. يجتمعون كل يوم ويقولون الشعر ويغنون ويرقصون. هذا الشعر كان يُسمى غزل البنات وهو شعر منقول وجريء ولا يُعرف اسم القائلة من باب الخجل لهذا تقوله البنت ولايُحسب عليها، مثلا: 
"من الحزام وفوگ مرخوص الأسمر   
 وخاف الطمع يازيك حنَ نْتـگشمر"
شعر آخر جميل تقول فيه:
"كون أنّة نجمة بليل واسگط على اغطاك
وبحجة البردان واتلفلف اوياك 
انظري إلى الجرأة والغزل. المرأة العراقية تقول الشعر في بيت واحد، صدر وقافية. مثلا:
نذرك يَشيخ أدخيل نوط ابو الميَّة     
من افز والگي هواي غافي اعـلـديَّة  "على يديَّ" 
وشيخ دخيل كان من عائلة والدتي وكان مزار يزوره الناس لطلب النذر ونوط أبو المية هي العملة النقدية الإنكليزية المستعملة أيام زمان. هناك شعر آخر يقول:
"من الگلت و الگال توني استراحيت  
انّة وعزيز الروح صرنا فرد بيت"
هذا الأخير سهل. لا بأس، هو أصبح "حلالها" فاستراحت من كلام الناس.
عفاف نعش: وماذا عن اللوليات (الغناء للطفل وقت النوم)، هل تذكرين شيئاً من هذا الشعر؟
لميعة عباس عمارة: نفس الأشعار الحزينة النواعي (جمع نعوة) التي تقال لرثاء الموتى تلالي به الأم لطفلها عند وقت النوم. سمعت عمتي (حسنة) ترثي أبي بصوتها العذب تقول:
"ذاك الفراش الجان مفروش
وذيج العيال الجانت تروش
صفينا يخوية بسبرة اطرو"ش
هذا النوع من الشعر تلالي الأم به لطفلها وقت النوم. مثلا: 
"يمة رتك تباريلي المطية
وتوصي الجناز بيَّ
أنا الولادة وعينك علية
يا الولد يبني"
المطية هي حمارتها وهي كل ما تملك والجناز هو الدفان. فهي توصي ابنها بما تملك، حمارتها وجسدها، أن يعاملا برفق عند رحيلها.
عفاف نعش: لماذا كل هذا الحزن في وقت تنويم الطفل ويفرض أن يكون وقت راحة؟ 
لميعة عباس عمارة: هي السكينة إلى النفس، هو الحزن المتعمق في تاريخ الجنوب. الجنوب كله مآسي، قطيعة مع بغداد وفقر. حتى أن الطريق الذي يوصل ببغداد لم يكن معبداً كي يمنع هجرة الفلاح. الفلاح العراقي كان مظلوماً تحت سيطرة الإقطاعي ولهذا كانت الحركة الشيوعية قوية في المناطق الجنوبية. 
محلتنا و السياسة
السياسة في محلاتنا الشعبية وبالذات محلتنا عبارة عن قوت يومي يتناولها الناس في حياتهم  اليومية بالرغم من مستوياتهم الاجتماعية والاقتصادية والثقافية المتواضعة اذ تجد معظم اهل محلتنا من الحرفيين والعاملين في مهن متواضعة فتجد النجار والحداد والبناء والقندرجي والخياط والمجاري والدلال او الاعمال المرتبطة بالدولة كالشرطي والعسكري والاطفائي
واذا اصبح لدى احدهم تحصيل دراسي بمستوى معين وتعين في وظيفة تتطلب ذلك تجده اصبح من الطبقة الوسطى وسرعان ما يغادر المحلة للسكن في مكان ارقى من محلتنا الشعبية والتي استجد السكن فيها في اطراف المدينة مثل منطقة الكسرة والبتاوين والكرادة ، ونرجع الى محلتنا حيث كانوا على بساطتهم يتداولون السياسة والاتجاهات السياسية الموجودة في تلك الازمان ، فايام الحرب العالمية الثانية وصعود نجم هتلر وبدافع العداء للانكليز مستعمري بلدنا والمحركين لسياساته تجد ان الكثيرين من ابناء شعبنا ومنهم اناس من محلتنا يفاخرون بهتلر وانتصاراته التي اكتسحت الحلفاء فتجد ( ابو خرمة ) الشخصية التي تكلمنا عنها في مقال سابق يقف في وسط المحلة او السوق ويصرخ باعلى صوته ( يعيش هتلر ) ، كما ايد الكثيرين ثورة مايس وعلى رأسها رشيد عالي الكيلاني والعقداء الاربعة سنة 1941 ويذكرونها باستمرار واصبحت يؤرخ بها ميلاد الكثيرين فيقولون جاء فلان الى الدنيا في ( دكة رشيد عالي ) او ما تبعها من حالة الفوضى التي عمت البلد واستباحة اليهود فيما عرف ب (الفرهود ) والذي كان نتيجة انتشار انباء عن قيام اليهود في فلسطين بهجمات على العرب فيها ، وفي مراحل اخرى بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وفي بداية الخمسينات حيث انتشرت الأفكار الجديدة سواء القومية او الشيوعية وتأثر الناس بهذه الافكار فذهب بعضهم بهذا الاتجاه او ذاك ، لكن الصفة الطاغية على محلتنا كانت الافكار القومية النابعة من انتمائهم العشائري العربي ، مثلما كانت بعض محلات بغداد ذات الصفة القومية المختلفة تجد ضالتها في الافكار الاممية الشيوعية لتداري به انتماءها العرقي ونشير بذلك الى محلة عكد الكرد ذي الغالبية الكردية الفيلية حيث انتشرت فيه الافكار الشيوعية ، ومحلتنا العربية التي اتجهت الى الافكار العروبية وجدت في بداية الخمسينات مثالها وبطلها القومي عبد الناصر لحين بروز تيارات واشخاص ذوي اتجاهات عروبية بعد ثورة تموز 1958 ، فكان الكثيرين من ابناء المحلة وخصوصا الشباب منهم في ذلك الحين يتصدون للدفاع عن شخوصهم وافكارهم التي يعتقدون بها في المناسبات والنشاطات الجماهيرية وحتى نساء المحلة كانت تتبع التوجهات السياسية التي تسود في المحلة  ، وكان يبرز هنا او هناك في المحلة من يغرد خارج السرب من ابنائها فتجده توجه نحو الشيوعية او حركة الاخوان المسلمين التي بدأت ايضا نشاطها وتحاول ان تجد لها مكانا بين المتصارعين الرئيسيين القوميين والشيوعيين لكنها منذ ذلك الزمان كانت حركة انطوائية وباطنية لايبان منها الا التأسلم دون ان يكون لها رأي سياسي ولحين طرح نفسها بعد ثورة تموز ومحاولة حصولها على اعتراف حكومي بها بعد صدور قانون للاحزاب ، واذكر في فترة الستينات حين انتشرت في محلتنا ملصقات الاخوان فجأة دون ان نعلم من نشرها ، وكنت اعرف على الاقل عائلة واحدة منتمية لهذه الحركة ذات الغطاء الديني .
واذكر ان والدة راعي الصفحة رحمها الله كانت شديدة التطرف في عروبيتها وتقدس الشخصيات العروبية ايامها ، ومنذ بداية الخمسينات وهي ترفع صور عبد الناصر في بيتها و كانت كشخصية ذات ثقافة فطرية اسوة بأبيها واخوتها الذين كانوا يغذونها بالاخبار والمستجدات التي يتلقونها من خلال الراديوا ابوالصمامات الذي كان يسحب وبفعالية عالية ابعد المحطات الاذاعية العالمية او من خلال تواجدهم المستمر في المقاهي الشعبية ومن شدة انجرافها بالمد القومي الذي فجره وقاده عبد الناصر بطرحه مفاهيم القومية العربية والوطن العربي والوحدة العربية كانت في ايام العدوان الثلاثي على مصر حامل بيّ وعند وضعها اصرت على حملي اسم ( جمال ) لكن اخوالي لم يوافقوا على ذلك في حينها لأعتبارات خاصة وكان الكثيرين من ابناء شعبنا اطلقوا على مواليدهم في ذلك التاريخ تسمية جمال او عبد الناصر اعجابا منهم بشخصيته القوية وتحديه للاستعمار ، واشتد تعصب والدتي لأعتقادها وصار اكثر تأكيدا بعد قيام ثورة تموز وبروز نفوذ الشيوعيين في السلطة والشارع العراقي ومحاولة ابعاد البلد عن وسطه العربي ومعاداتهم للطروحات القومية بسبب اعتقادهم الاممي ومحاولة فرض افكارهم على الاخرين واصطدامهم بالتيار العروبي والاسلامي الذي كان يشاركهم البلد مما ادى الى حدوث انشقاق في الصف الوطني قاد البلد الى صدامات بين الاتجاهات التي قادت تغيير الحكم الملكي وخصوصا بين القيادات العسكرية التي ترفض الأحتكام الى منهج الحوار والمجادلة واول ما يفكرون به هو مسدسهم الذي يحملونه ، وهذه الفورة في الشارع العراقي وجدت لها انعكاسات في بيوتنا في محلتنا الشعبية تلك فتج الاخوة انقسموا بين مؤيد لهذه الجهة او مؤيد لتلك وكذا الحال بين الزوج وزوجته ، ووجد هذا الصراع في بيتنا وسطا له بين الوالد والوالدة اذ كنا نحن صغارا لا نفهم منه شيئا وان كنا سنتخذ جانب الوالدة في حالة فهمنا لكونها كانت اكثر تأثيرا علينا في تربيتنا وهذا حال الكثير من العوائل ، كان والدي ذاك الرجل الريفي الذي ترك الريف نتيجة جور الاقطاع وهاجر الى المدينه فكان اكثر قربا الى الأفكار التي تشدد على محاربة الاقطاع وتدعم مواقف العمال والفلاحين في مظلوميتهم وتطالب بمنحهم حقوقهم في السيطرة على رأس المال والملكية لأدوات الأنتاج وغير ذلك من الافكار التي نادى وسعى الى تطبيقها بعد الثورة الشيوعيون ، وهنا كان الصدام مع والدتي .
كان يمكن ان لا ينجرف الوالد في اي نشاط يمكن ان يحسب كنشاط سياسي وخصوصا هو ذلك الرجل الامي الفلاح المهاجر من الريف الى المدينه والذي يحاول ان يجد له مكان فيها لكن الاوضاع بعد قيام ثورة تموز وعمل الحركات السياسية على تحريك الشارع وكسبه الى جانبها كل على حدة وعسكرة المجتمع وزجه لدعم الحكومة العسكرية المفصولة عنه عن طريق اقامة التظاهرات والمهرجانات وتشكيل ميليشيا ( المقاومة الشعبية ) التي كانت في بدايتها يشترك فيها جميع التيارات والاتجاهات القومية والشيوعية والديمقراطية لكنها فيما بعد استفرد بها الشيوعيين وسخروها لتحقييق اهداف حزبوية ضيقة ، وعلى ذكر كثرة التظاهرات التي تخرج لتأييد الحكومة كانت هناك سالفة متداولة في الشارع وهي من الاقاصيص التي كانت تروّج لتضخيم صورة القائد في ذلك الحين وتقول هذه السالفة انه في يوم ما كان هناك احد الكسبة من سكنة منطقة خلف السدة التي كانت يقطنها المهاجرين من الريف الى المدينه قبل ان يقوم الزعيم بحل مشكلتهم وانشاء مدن لهم في اطراف المدينه ، خرج هذا الكاسب كما تعود قبل بزوغ الفجر طلبا للرزق وكان يهرول على الطريق الترابي المؤدي الى منطقة باب المعظم وهو يضع ذيل دشداشته في حزامه ويشد يشماغه الجنوبي على راسه وهنا احس في وسط الظلمة بشخص اخر يهرول معه وكان كما بدا له عسكريا من لمحه لملابسه وسلم عيه العسكري وهم يهرولون معا وسأله عن شأنه ولماذا يهرول هكذا  فاجاب الرجل الكاسب بانه يريد ان يلحق بفرن الصمون لعله يستطيع ان يحصل على كمية من الصمون يبيعها ويسترزق بها في بسطيته في باب المعظم ويطعم اولاده الصغار وهو المعيل الوحيد لهم ، لكنه اضاف متمنيا عسى ان لاتكون هناك تظاهرة لهذا اليوم اذ انه ( كل يوم مطلعينا مظاهرة والناس تروح الها وتبقى الصميمينات وما تنباع وكل هذا من ورى هالمشعول الصفحة الزعيم ) لم يكن يدري ان من كان يهرول الى جانبه كان الزعيم نفسه الذي نزل عليه بالمسبه ، وكان ضوء النهار قد بدأ بالتسرب حينها حيث استطاع ارجل الكاسب ان يتمعن في صاحبه المهرول معه ويتبينه جيدا اذ شاهد النجوم تلمع على اكتافه وصورته التي لن يغفل عنها التي يواجهها يوميا في الشارع والبيت وهنا توقف عن الجري ونظر نظرة وخر صريعا دون ان ينطق اي كلمة حيث تبين انه فارق الحياة ؟؟؟
يحكى انه في احدى المرات خرج ابي للمشاركة في تظاهرة تأييد لقاسم وحكومته ( ؟ ) مع زملائه في العمل وكان مسار التظاهرة من منطقة الرصافة عبر جسر الشهداء باتجاه منطقة الكرخ واللذين هم من ىسكان بغداد في تلك الفترة يعرفون ماذا يعني الكرخ ( ؟ ) وما ان وصلت التظاهرة الى وسط الجسر حتى فوجئت بجمع غفير من الناس يصلونها بالحجارة ومن ثم تم الاشتباك مع المتظاهرين بالعصي والايدي وكان ابي احد حاملي اللافتات في التظاهرة مما عرضه الى تلقي الكثير من الضرب وادى به الى الهرب حيث عاد الى البيت يزبد ويرعد ويلعن السياسة والسياسيين والناس اجمعين وايضا استقبلته والدتي باللوم  لذهابه في مظاهرة تأييد للزعيم قاسم والتشفي بما حصل له وهذا ما زاد في غضبه وكان قد احضر اللافته التي كان يحملها معه الى البيت لانه كان لا يعرف ما يفعله بها وخوفا من ان يرميها في الشارع فقام اليها وبرم قماشها على قطعها الخشبية وراح حاشرا اياها في بالوعة المجاري ( ؟ )
استمر ابي في حبه وتأييده للزعيم قاسم (( راعي الفقراء )) ولم يغير اعتقاده بالرغم من عدم اشتغاله بالسياسة ولا هو من اهلها حتى انه عند نجاة الزعيم من محاولة اغتياله كان قد ذهب بخروف ليذبحه فداء له على السلامة وكان الكثيرين من ابناء شعبنا قد قاموا بهذه الفعالية البعض بحسن نية والبعض تملقا للسلطة ( ؟ )، حتى جاء انقلاب شباط الذي قام به معارضوا قاسم من القوميين والبعثيين عندها كان ابي مريضا مقيما في المستشفى الجمهوري في باب المعظم وكانت والدتي تعاوده يوميا وتذهب له باحتياجاته وبعض الطعام الذي تطبخه له مما لا يقدمونه في المستشفى ، ولم يمنعها منع التجول المفروض خلال ايام الانقلاب الاولى ، وكان انها في احد الصباحات بعد استتباب الوضع لصالح الانقلابيين ان حظيت بمواجهة مع السيارة التي تقل عبدالسلام عارف قائد الانقلابيين وذو الاتجاه القومي المستقل والعدو اللدود لقاسم ، وكانت والدتي من مريديه واحبابه منذ ايام ثورة تموز الاولى ومتابعه لأخباره ورفاقه ومستميته في الدفاع عنهم في المواجهات الكلامية مع اعدائهم اسوة بغالبية سكان محلتنا كما اسلفنا ، وكانت والدتي تحاول عبور الشارع عند ساحة باب المعظم التقاطع القريب من الجسر وزارة الدفاع حيث كان ينتصب نصب المقاتل الذي تم الغاءه خوفا مما يثيره من نوازع الفخر والانتصار ، فما كان منها الا ان برمت طرف عباءتها السوداء العراقية على يدها ملاعبة بها فوق راسها  و مرتجزة بهوساتها القديمة التي تحفظها من ابيها واخيها الشعراء وتتبعهن بهلهولات تمزق حالة السكون الصباحي للساحة الخالية من الحركة لوجود منع التجوال المفروض و فرضت على سيارة الرئيس التوقف لتحية هذه المرأة التي ظهرت امامه فجأة وبصورة غير متوقعة مهللة للثورة وقائدها ، حيث انزل زجاج سيارته ووقف مستمعا لهوساتها ومن ثم حياها شاكرا واستمر في سيره ، وكانت والدتي تتفاخردائما برواية  لحظة لقائها بالرئيس عبد السلام عارف الذي كانت تقدسه ( ؟ ) وتحتفظ له بصورة كبيرة سرعان ما علقتها في وسط ايواننا في بيتنا القديم بعد انتصار انقلابه .  
عندما حدث انقلاب شباط كان والدي راقدا في المستشفى الجمهوري كما اشرت سابقا اذكر ان ابناء المحلة كانوا حينها مؤيدين للأنقلاب في غالبيتهم ، وكان موقع محلتنا في زاوية تقاطع شارعين هما الكفاح والسباع وما يشكله شارع السباع من اهمية في كونه يربط الكفاح مع الشيخ عمر وما تشكله حديقة السباع من رمزية تاريخية لم اكن اعرفها في حينها كونها انعقد فيها اول مؤتمر للاتحاد العام لطلبة العراق ذي الصبغة الشيوعية وكونها ساحة كبيرة تصلح لأقامة التجمعات والمؤتمرات واللقاءات السرية تحت اشجارها الكثيفة وظلالها الوارفة ، وتشكل محلتنا موقعا ستراتيجيا من حيث وقوعها على هذا التقاطع فهي على الطريق الرابط مع شارع الشيخ عمر وهو اخر شوارع بغداد القديمة وبعده تأتي السدة المحيطة ببغداد القديمة والتي كانت تنتشر خلفها غابة الصرائف وبيوت الطين التي الغاها الزعيم بتوزيع اراضي لساكنيها في مساحة من الارض البور تقع شرق بغداد لم تكن ضمن التخطيط العمراني لمدينة بغداد بالرغم من قربها منها لكونها قد تم وصفها اراضي استكشافات نفطية لأحتوائها على خزين نفطي كبير ، قام الزعيم بالتوجيه بالتغاضي عنه وتوزيعها على المحرومين النازحين من جور الفقر والعوز من محافظات الجنوب والوسط وحتى الشمال الباحثين عن فرص عمل في مدينة بغداد ( العاصمة ) ، حتى انهم اطلقوا على تجمعات صرائفهم ذلك الاسم ( العاصمة ) لا نعلم هل هو استهزاءا بواقعهم المرير ام اعتزازا بعاصمتهم وفرحتهم  بالسكن فيها بالرغم من عدم وجود تغيير في بيئة تواجدهم التي نقلوها معهم من حيث نوعية السكن في بيوت الطين أو تربية الحيوانات ( للاستفادة منها لمعيشتهم او الاسترزاق من بيع منتجاتها من الحليب واللبن الرائب والقيمر)  او مجاري المياه التي توسعت لتصبح انهر للمياه الاسنه مثل نهر شطيط ، هذه الحال الذي استفز الزعيم الطموح للتغيير والذي رفع شعار الفقراء شعارا له ولثورته ، هؤلاء المسحوقين خرجوا لنصرة زعيمهم الحبوب الذي لم تكن صريفة او بيت من الطين او التنك لتخلوا من صورته معلقة الى جنب صورة الامام علي ( عليه السلام )، وكان مسار تظاهرتم يمر من منطقة ساحة النهظة وشارع الشيخ عمر ومن ثم الى شارع السباع باتجاه باب المعظم حيث تقع وزارة الدفاع التي التجأ اليها الزعيم لمواجهة المتمردين اللذين حاصروه فيه ، هذا من جهة ومن جهة اخرى يقع ليس ببعيدة محلة شعبية اخرى من محلات شارع الكفاح تؤيد وتساند الزعيم تلك هي محلة ( عكد الكرد ) حيث غالبية قاطنيها من الكرد الفيلية اللذين يكنون حبا شديدا للزعيم وذلك لأسباب عدة منها ان الكثيرين منهم وجدوا في الشيوعية حل لقضيتهم القومية في بلد عربي الصفة متعدد القوميات ، والسبب الاخر طروحات قاسم العراقية المبدأ والسبب الاعمق انتماء قاسم من جهة الام اليهم حيث كانت امه ( كيفية ) فيلية ، وصبيحة الانقلاب كان قد مر قاسم على حيهم بسيارته في طريقه الى وزارة الدفاع حيث حوصر فيها ، واستقبله اهالي العكد بالهتافات واستعدادهم للقتال دفاعا عنه ، لكن الزعيم طمئنهم قائلا ( انهم مجموعة من الزعاطيط سيتم القضاء عليهم فلا داعي للخوف ) ، وفعلا تحرك هؤلاء في تظاهرة سارت الى وزارة الدفاع لكنها اصطدمت بدبابات الانقلابيين التي فرقتهم فعادوا الى محلتهم واعلنوا تمردهم فيها وحصنوها لمقاومة الانقلابيين وعملو المتاريس في مداخلها لمنع دخوا اي قوات للانقلابيين الى محلتهم والقبض على معارضيهم ممن يؤيدون حكم قاسم ، لكن حجم تسليحهم ومقاتليهم لم يستطيع الصمود امام دبابات الانقلابيين وهاوناتهم التي دكوا بها محلتهم الشعبية واقتحموها خلال اليومين الاولين من قيام الانقلاب واذاعة خبر القضاء على حكومة قاسم واعدام رؤوسها في اليوم الثاني للأنقلاب .
صباح قيام الانقلاب تجمع شباب محلتنا عند مدخلي محلتنا من جهة شارع الكفاح ومن جهة شارع السباع وهم يتداولون نبأ قيام حركة عبد السلام عارف وبمساندة البعثيين وتطوراتها المنقولة عن طريق الراديو ويسمعون اصوات الاطلاقات المستمر الناتج عن قيام قوات عسكرية بمحاصرة وزارة الدفاع التي التجأ اليها قاسم وتمت محاصرتها والطلب اليه بالتسليم ، لكنه رفض عرضهم واستمر بالمقاومة بالقوة القليلة التي استمرت بالقتال معه وقامت طائرات من القوة الجوية بدك ابنية وزارة الدفاع بقنابلها لكن ذلك لم يجعل المقاتل قاسم يستسلم وهو الذي خبر الحروب وخاضها في فلسطين وشمال العراق وكان يتصل تلفونيا بقوات من خارج العاصمة للتدخل لكن لا من مجيب واشتعلت الحرائق في عدد من ابنية وزارة الدفاع المنتشرة واتصل قاسم بالاطفاء طالبا منهم ارسال مفرزة لأطفاء الحرائق لكن دائرة الاطفاء استلمت الاوامر من القائد العام ولم تنفذها لعدم تمكنهم المرور من بين القطعات المحاصرة وكذلك لأستنتاجهم بانهيار الموقف لصالح الانقلابيين ، واستمر الموقف على ذلك الحال حتى ظهيرة ذلك اليوم وبعدها لم يجد الزعيم بدا من استسلامه والخروج حيث تم سوقه مع من كان معه من الضباط الى دار الاذاعة العراقية وتم تنفيذ حكم الاعدام به وبرفاقه بعد محاكمة صورية ، اما في الشارع فقد كان يغلي بين مساندي قاسم اللذين تكلمنا عنهم ومعارضيه من القوميين والبعثية وخرجت عدد من التظاهرت والمجاميع المؤيدة لقاسم من مناطق بغداد المختلفة وبشكل اساسي من سكنة مدينة الثورة وعكد الكرد وكان طريق مجاميع مدينة الثورة كما بينا يمر بساحة النهظة مكان تجمع العاملين في البناء المسحوقين فكانت المسيرة تضم الكثيرين منهم جاؤوا حاملين فؤوسهم ومساحيهم ويهتفون لقائدهم الذي كرمهم بمدينتهم التي انقذهم بها من سكنى الصرائف وبيوت التنك ، حتى وصلت المسيرة الى ساحة السباع وهنا خرج شباب من محلتنا ومن المحلات المجاورة وقطعوا الطريق عليهم بما يمتلكوه من اسلحة نارية وخناجر شهروها في وجوه المتظاهرين مما اضطرهم للانسحاب والتفرق والهرب بعد عدة اطلاقات اطلقت في الهواء لتفريقهم ، وظل شباب محلتنا يتناوبون في رصد الشارع لمنع اي تحركات مناوئة حتى استتباب الامر لصالح الانقلابيين .
وكما كانت هناك تجربة للشيوعيين في ميلشيات مساندة للسلطة بعد ثورة تموز سميت ( المقاومة الشعبية ) كان هناك ممارسة جديدة تم طرحها في الشارع من قبل البعثية بتشكيل ميليشيا شعبية من مناصريهم ومن التحق بهم سميت ( الحرس القومي ) وكانت محلتنا ذات الطابع القومي العروبي غير متجاوبة مع البعث بشكله الحزبي بالرغم من تقاربها مع طروحاته القومية ومعارضته للنظام القاسمي الذي تمكن منه الشيوعيين ،
وكان ان لم ينظم من شباب المحلة الى تشكيلات ( الحرس القومي ) وتنظيمات حزب البعث الا نزر يسير منهم ، وبقي غالبيتهم مؤيدين للأنقلابيين المستقلين اللذين توجهوا الى عبد الناصر كملهم لهم في طروحاته وقائد للقوميين العرب وخصوصا بعد انشقاق البعثيين في سوريا من قيادته وانفصالهم عن دولة الوحدة التي سعو اليها مع مصر ،
كان هنا اثنان او ثلاثة من شباب المحلة قد انضموا الى حزب البعث وكذلك شاركوا في تشكيلات الحرس القومي ، وكذلك كان هنا بعض السائرين مع الموجة من كبار السن اللذين انضموا الى الحرس القومي لا اعلم من غاياتهم شيئا سوى الظهور والمباهاة والتي عادت عليهم بالمصائب بعد انقلاب عارف على البعثيين وحرسهم اذ تبين بانه ليس لهم ناقة ولا جمل في الموضوع فرموا ببنادقهم وبدلهم العسكرية في الشارع ما أن نزلت اول الدبابات العسكرية لضرب الحرس القومي وايقاف مهازلهم و تجاوزاتهم على المواطنين الامنين ، فقط اللذين كان لديهم ايمان مصيري كانت منهم مقاومة لقوات الجيش التي بدأت بمطاردتهم من شارع الى شارع ومن زقاق لاخر ، وراحت مجاميع الحرس  تستعمل اساليب حرب الشوارع مع الدبابات وتملأ قناني المولوتوف لتستخدمها ضد المدرعات التي لا ينفع معها الرصاص الخفيف ، لقد طفح الكيل بالناس ولم يعودوا يتحملون تصرفات المنضوين الى ميليشيات الحرس  وهكذا حال كل ميليشيا غير منضبطة لا تلتزم بالقوانين وتتداخل فيها مصالحها الخاصة الضيقة مع مصالح الجهات السياسية التي شكلتها .
انتهى نفوذ البعث في السلطة وسيطر عارف على الاوضاع في البلد وشكل حكومته من القوميين المستقلين وهربت قيادات البعث التي لم يتم القاء القبض عليها الى سوريا ومنهم علي صالح السعدي امين سر القيادة القطرية ومنذر الونداوي قائد الحرس .



الأحد، 10 يناير 2016



الولادة العذرية المنسوبة الى مريم في المسيحية والقران. ذكرت أكثر من مرة في التاريخ الإنساني وفي الديانات التي سبقت المسيحية بمئات السنين.؟ لقد ذكرت لدى
الإغريق, الفراعنة, فريجيا , بودا, كريشنا, الصين, اليابان
يا ترى هل كانت كلها معجزات ربانية من إختصاص الملاك جبريل او جبرائيل ؟؟ أم أنها فعلا أساطير الأوليين؟؟؟؟
قصة الولادات العذرية قبل المسيح
ليس المسيح وحده الذي تذكر القصص انه ولد ولادة عذرية وعيد ميلاده يوم 25 كانون الاول، بل هناك العديدين من الذين قد سبقوه الى هذا الشرف. أصحاب أعياد الميلاد الآخرين هم: أوزيريس, حورس, أتيس, بوذا, كريشنا, زرادشت, ديونيس, هراقليس, ميترا, باكو, ساتورنو وهيركوليس بين ىخرين, كلهم كانوا موجودين قبل المسيحية بزمن طويل, وقد وُلدوا وفق الأسطورة الخاصة بهم، في يوم 25 كانون أول. اذا فالتاريخ هو منسوخ من الأديان الباقية, خصوصا ونحن نعلم ان تاريخ ميلاد يسوع هو تاريخ مفتعل وغير حقيقي. يسوع يملك قدرات منفردة إذ وُلد من عذراء وضحى بنفسه لانقاذ البشرية وهذا لربما ما لم يفعله احد قبله ...ام انها إستعارة اخرى , من اساطير الحضارات القديمة؟ لنرى ذلك في تفاصيل اكثر تاريخ الألوهيات القديمة قبل اشتهارها:
- أتيس: مولود من عذراء, نانا, في 25 كانون اول. امتلك إلهية مضاعفة, أب و ابن إلهي. مات مصلوباً على شجرة لانقاذ كل البشرية. كان مطموراً لكن في اليوم الثالث من موته صادف ان مجموعه من الكهنة وجدوا قبره فارغاً. لقد استنتجوا انه قام من بين الأموات في 25 آذار. في هذا الدين يقومون بعملية العمادة كتعبير عن " الولادة من جديد ", لديهم أكلة مقدسة سنوية حيث يقدم الخبز كجسد الإله والخمر دمه. كان معروفا ك " الراعي الصالح ", " الإله العالي ", " ابن الإله ", " المنقذ ".
- بوذا: مولود لعذراء اسمها مايا في 25 كانون اول. معلناً عنه بنجمة وكان مُزاراً من رجال علماء بهدايا باهظة الثمن. بمولده الكائنات السماوية غنَّتْ له أغانٍ. في عامه ال 12 علَّم في معبد. كان مغوياً بماره, والتي كانت تمثل الروح السيئة, في زمن الصوم. معمداً بالماء, باسم روح الإله الحاضر. شفى أشخاص مرضى. قام بتغذية 500 شخص من خلال قطعة بسكويت صغيرة. أمر تابعيه بالفقر والعيش زاهدين. تحوَّل لجبل. عُرف كمثل: " حامل النور ", " المعلم ", " نور العالم ".
مقارنة بين يسوع و بوذا ( 560 سنة قبل الميلاد ):
انحلال الأكفان ، القيام من بين الأموات ، ويصعد إلى السماء، يجلس عن يمين القدرة.
• دوان ص 293 (لما مات بوذا ودفن انحلت الاكفان بقوة إلهية ثم قام من بين الاموات وصعد الى السماء ولسوف يأتي مرة اخرى يعيد السلام وسيدين بوذا الاموات في اليوم الاخير )
• البشارات الاربع واساسيات الايمان المسيحي( لما مات يسوع ودفن انحلت اكفانه واقامه الله من بين الاموات ثم بعد ذلك صعد الى السماء وسيعود مرة اخرى وفي اليوم الاخير يجلس عن يمين القدرة ويدين الاموات )
————————–
سعى الملك لقتل الإله خوفا من أن ينتزعه من ملكه.
• كتاب تاريخ البوذية ص 103 ,104( بعد مولد بوذا سعى الملك بميسارا لقتله لخوفه انه سينزع منه الملك )
• متى 2-16(وعندما ولد يسوع سعى الملك هيرودس لقتله لتخوفه من انه سينزع منه الملك ويملك على اليهود)
—————————
ظهر الشيطان ليجرب الإله.
• دوان ص 292(وبعد تنسك بوذا وتعبده ظهر له الشيطان مارا ليجربه)
• متى 4-2 و لوقا 4-1 :
(ويسوع بعد تنسكه بصيام الأربعين ظهر له الشيطان ليجربه)
كما سبق الان: صدرت نفس الألفاظ والقصص عن يسوع وبوذا وهذه الألفاظ من بوذا سابقة للمسيحية بمئات السنين، ولكن العقيدة المسيحية أخذت نسخة طبق الأصل للعقيدة البوذية،
- ديونيس: مولود من عذراء يوم 25 كانون أول. حقق معجزات مختلفة. ممتطيا الثور محققا تطواف انتصاري. حوَّل الماء لنبيذ. أعطى غذاء مقدسا لمريديه واستقبلوا هكذا جسد الاله. قام من بين الاموات يوم 25 آذار. مُحقق كرمز ضأني وخاروفي. كان معروفاً ك " ملك الملوك ", " الابن الوحيد للإله ", " الفادي ", " المنقذ ", حامل كل الخطايا ", " الممسوح بالزيت أو المسيح ".
- هيراقليس: ولد في 25 كانون الاول, ابن لعذراء والتي سيطرت على رغبتها الجنسية حتى ولادة الطفل. مضحياً في الاعتدال الربيعي. مدعواً " المنقذ ", " أمير السلام ", " ابن كل العادلين ", " الابن الوحيد ".
- كريشنا: مولود خلال الزمن الذي تواجد فيه أبوه في المدينة لدفع الضرائب للملك. ميلاده كان مذاعاً عبر نجمة. كريشنا كان ابناً لعذراء اسمها ديفاكي, ولد في 25 كانون أول في مغارة, والذي لحظة ولادته كانت معجزة مضاءة بواسطة نجمة. البقرات انحنت لعبادته. الملك كانسا حاول البحث عنه لقتله. كريشنا سافر كثيراً ونحو العديد من المعجزات, أيقظ أموات, شفى الأبرص, الأصم والأعمى. مات مصلوبا ومخترقا بسهم. مرة واحدة سقط هابطاً للجحيم, لكن في اليوم الثالث صعد للسماوات. منتظراً ارتقاءاً ثانياً للعرش. كريشنا يكون التجسيد الثاني لاتحاد الاقانيم { الثالوث } الهندي.
مقارنة بين يسوع و كرشنا: ( عام 1500 قبل الميلاد ):
الفادي والمخلص والمعزي والراعي الصالح وابن الله.
• جاء في كتاب تاريخ الهند المجلد الثاني ص 329(كرشنا هو المخلص والفادي والمعزى والراعي الصالح وابن الله الاقنوم الثاني من الثالوث المقدس وهو الاب والابن وروح القدس ، وقد مجدت الملائكة السيدة ديفاكي والدة المخلص كرشنة ابن الله وقالو :يحق للكون ان يفلخر بابن هذه الطاهرة).
• جاء بالقانون النيقاوي والتعليم الرسولي الدسقولية وببشارة لوقا 1-28,29( يسوع المسيح هو المخلص والفادي والمعزى والراعي الصالح والوسيط وابن الله والاقنوم الثاني من الثالوث الاقدس وهو الاب والابن والروح القدس …ودخل الملاك على مريم العذراء والدة يسوع المسيح قال لها سلام لك ايها المنعم عليها الرب معك )
————————–
آمنوا وقدموا الهدايا.
• من كتاب الديانات الشرقية ص 500 وكتاب الديانات القديمة المجلد الثاني ص 353
(وآمن الناس بكرشنا واعترفوا بلاهوته وقدموا له هدايا من صندل وطيب)
• بشارة متى 2-11 , لوقا 2-17(آمن الناس بيسوع وشهدوا بلاهوته ببشرى الملاك وتسبيح الجند السماوي وقدموا الهدايا وفتحوا كنوزهم من الذهب والبخور والمر )
—————————
معرفة مكان الولادة من النجمة التي ظهرت في السماء.
• المجلد الثاني من تاريخ الهند ص317, 367(عرف الناس ولادة كرشنا من نجمه الذي ظهر في السماء )
• بشارة متى 2-3( لما ولد يسوع علا نجمه في المشرق وبواسطة ظهور نجمه عرف المجوس محل ولادته )
————————-
من سلالة الملوك، ولكن ولد في حالة ذل.
• ومن كتاب دوان ص 297( كان كرشنة من سلالة ملوكية ولكنه ولد في غار بحال من الذل والفقر )
• لوقا 2-7 ومتى 2-6 ( كان يسوع من سلالة الملوك وكان يدعى ملك اليهود أو الحاكم الذي سيرعى اليهود ولكنه ولد بمذود ولف بقماط في حالة الذل والفقر اذ لم يكن لهما متسع في المنزل )
————————–
الأقنوم الثاني ( ابن الله ).
• كتاب العقائد لموريس وليمز( كرشنة هو الاقنوم الثاني من الثالوث المقدس )
• انظر القانون النيقاوي وما تبعه من قوانين عبر المجامع الكنسية وكافة الليتورجيات الكنسية:(يسوع هو الاقنوم الثاني من الثالوث المقدس).
ولد بولس في طرسوس التي كانت مركزاً للثقافة الهنستية ومركزاً تجارية مهماً، وملتقىً لعبادات آلهة متعددة، مثل مترا وأدونيس وتموز، وكلها آلهة تتصف بصفات بشرية، وتتعذب ثم تموت، لتفتدي معتنقيها والمؤمنين بها.
فمثلاُ في الديانة المسيحية: وقد تأثر بولس بهذا فلما دخل المسيحية أدخل عقيدة الفداء والخلاص، وأن يسوع تعذب وصلب من أجلنا، وأنه نزل من السماء، وتجسد في صورة بشرية، من أجل أن يفتدينا من الخطيئة، واللعنة، فصار هو بدلاً عنا الخطيئة واللعنة، واستطاع بولس بهذه العقيدة أن يتقرب من البشر الوثنيين.
والعديد من الصفات اللي تكررت مع يسوع وكرشنا هذا ومع أن كرشنا سبق يسوع بعدة سنوات.
-ميترا او ميثراس: كانت الديانة المثراسية هي الديانة الغالبة في عهد الدولة الرومانية قبل ظهور المسيح, و مثراس هو الاله الذي كان يعبد في بلاد فارس. فمن هو هذا الاله؟ قبل مئات السنين من ظهور المسيح وعند ولادة مثراس زار ثلاثة من الحكماء الوليد مثراس وجلبوا معهم هدايا ومصوغات ذهبية وقدموها الى ام الوليد تبركاً بقدومه الى العالم. كان يوم ميلاده في الخامس والعشرين 25 من شهر ديسمبر وهو نفس اليوم الذي سمي فيما بعد بعيد ميلاد الاله الشمس. وفقاً لمؤرخي الديانة المثراسية, فأن مثراس مات على الصليب, وقبل موته بأيام حضر العشاء مع أثني عشر من أتباعه المقربيين وسمي ذلك العشاء بالعشاء الاخير, أما أتباعه الاثنا عشر فهم يمثلون دائرة الابراج ألاثني عشر في منظومة الشمس! بعد موت مثراس على الصليب وضع جسده في تابوت صخري.في فصل الربيع وبعد صلبه صعد مثراس الى السماء في اليوم الذي تساوى فيه طول وقت الليل مع وقت النهار وهو تاريخ عيد الفصح المعاصر!كما نرى مما أعلاه تبدو المسيحية وكأنها قد أخذت قوام مذهبها من الديانة المثراسية. وبالرغم من كون مصادر الديانة المثراسية شحيحة نوعا ما في عصرنا الراهن فأن شواهد كثيرة تبرهن على التشابه بين الديانتين وبالاخص في معابد مثراس التي لا تزال قائمة حاليا في مخلفات الدولة الرومانية, فهناك معابد في بريطانيا وفي وسط أوربا والى فلسطين جنوباُ. المعابد قد بُنيت تحت الارض في كهوف حجرية وقد زُخرفت بأتقان , وفي مدينة روما الحالية هذه المعابد لا تزال قائمة تحكي تلك الديانة القديمة. ومن الملفت للنظر أنه مكتوب في مدينة الفاتيكان " الذي لا يأكل من جسدي ولا يشرب من دمي وذلك من أجل أن يكون معي ومن أجل أن أكون معه سوف لن يكتب له الخلاص!" هذه الكتابة تبدو مألوفة لدينا لانها من الاقوال المنسوبة للمسيح ولكننا سنستغرب أذا ما عرفنا أنها قد كُتبت قبل ظهور المسيح و حُفرت على جدار معبد مثراسي لايزال قائماُ في مدينة الفاتيكان!لو نعود الى الانجيل لبدا للقارىء المتمعن أن ولادة المسيح لم تكن في 25 من شهر ديسمبر لأن الرعاة عادة ما يرعون أغنامهم في الصيف وليس في فصل الشتاء البارد كما أن الاغنام تلد في الموسم الحار أيضا وأولئك الرعاة في ذلك الموسم كانوا من حضر ولادة المسيح , يقول بذلك الباحث فرانسيس كومونت في بحثه حول ولادة المسيح ويضيف أنه من الغريب أن ديانة مثراس تحتفل بعيد ميلاد مثراس في يوم 25 ديسمبر منذ أكثر من 4000 سنة و أتبعهم بعد ذلك المسيحيون في العصر الحالي!ثم يستأنف بقوله أن مثراس عاد الى الارض ليدرس الانسانية وسماه أتباعه ب"نور العالم" وهي نفس العبارة التي يستخدمها المسيحيون حين يشيروا الى المسيح!مثراس الذي أبوه أله وأمه انسية أمسى (لاهوت وناسوت) وهذا ما أدرك تأثيره على المسيحية فيلو الاسكندري بعد أنتشار المسيحية في مصر عندما كان يحذر من ألافكار الدخيلة على المسيحية من الديانة المثراسية, حيث انتشرت فكرة الامتزاج بين اللاهوت والناسوت ثم سيطرت على المسيحية واصبحت جزء من عقيدتها .تموز في الزمن الغابر كان اله وانسان أيضا وسمي ب "أدون" و تعني الكلمة ألاله, وأسطورة أدونيس اليوناني بنيت عليه!
- أوزيريس: مولودة من العذراء ايزيس – ميري في 25 كانون أول. معروفة في روما باسم كيريستو, الممسوح بالزيت. ولادتها كانت معلنة عبر نجمة وبمساعدة رجال حكماء, { ملوك مجوس }. أبوه الأرضي كان يسمى " سيب ". آنوب جعله يمر بطقس مشابه للمعمودية. أوزيريس سافر طويلاً, علَّم البشر وقام بتهدئة الشعوب بواسطة الموسيقا. عمل معجزات, طرد الشياطين. المؤمنين به كانوا يحتفلون بموته وقيامته كل عام في الانقلاب الشتوي { الفصح }. كان يتأمل سيادته خلال ألف عام. كان معروفاً ك " طريق الحقيقة والنور", " الإله المتحول لانسان ", " ابن الله ", " الفعل صار جسداً ".
من ترجمة لبردية آني والمحفوظه في المتحف البريطاني ترجمة عالم المصريات والس بدج نقرأ مايلي من ترنيمه لاوزريس في كتاب الموتى
مجدا تتمجد يا اوزريس الاله العظيم في ابدو ملك الابديه سيد الخلود الذي عبر في وجوده ملايين السنين الابن البكر لرحم نوت من بذرة سب سيد ملوك الشمال والجنوب رب التاج الابيض النبيل
يقول العالم النفسي ” كارل يونج ” في كتابه علم النفس والأديان الغربية :
( إن جذور المسيحية والتثليث تعود إلى الأديان الوثنية القديمة في بابل ومصر وفارس والهند واليونان، إن التثليث ليس فكرة مسيحية، وإنما جاء من الأديان الوثنية القديمة، إن آباء الكنيسة لم يشعروا بالراحة إلى أن أعادوا بناء عمارة التثليث على غرار نموذجها المصري الأصيل. )
يقول العالم المؤرخ ” أندريه نايتون “مؤلف كتاب ( المفاتيح الوثنية للمسيحية ) :
( إن الكنيسة ابتلعت بعض العناصر الوثنية ولكنها أضفت عليها طابعها الخاص وذلك لاستقطاب ما يمكن استقطابه من عبدة الأصنام )
ويقول أيضا:
( إن المسيحية بوجهها العام تبدو تلفيقية وثنية، وإنها برغم تنقيحها تبقى تلفيقية)
تقول دائرة المعارف البريطانية عن المسيحيين الأوائل :
( كانت عقيدة التثليث تبدو لهم ضد التوحيد الإلهي الذي تعلمه الكتب المقدسة , فلذلك أنكروها ولم يعتبروا يسوع المسيح إلهًا مجسدًا , بل اعتبروه أشرف خلق الله كلهم. )
( دائرة المعارف البريطانية 1929، الجـزء الثالث ، ص634 ).
يقول القس توفيق جيد ( في كتابه ” سر الأزل ” ص 11 ):
ان الثالوث سر يصعب فهمه وادراكه وان من يحاول ادراك سر الثالوث تمام الادراك كمن يحاول وضع مياه المحيط كلها في كفه
إذن يسوع لم يكن وحيداً في قصته،, قدراته وطريقة ولادته من عذراء، هي قصة مشتركة بشكل واضح, لكن كيف يكون كل هذا مقتبساً من اديان أخرى ومع ذلك يدعيه الكتاب المقدس؟ هل يعني ذلك ان الكتاب المقدس الذي كتب بعد فترة من موت يسوع لم يعكس الاحداث على حقيقتها؟
يسوع قد مات مابين عام 15 - 33 ميلادي وانجيل مرقس كان مكتوباً بعد العام 70 , او لربما بعد ذلك, يتعين بتهديم الهيكل اليهودي وذلك حدث في العام 70 . هنا تحضر مشكلة صغيرة, بين الموت المفترض ليسوع وكتابة انجيل مرقس يوجد فراغ مكون من 40 عام أو أكثر....
تقريباً كل ما هو معروف عن تلك الحقبة يأتي من شخص اسمه القديس بولس الطرسوسي { طرسوس مدينة تركية }, ولكن هذا لا يذكر مريم العذراء, ولا أي معجزة عملها يسوع, ولا يوحنا المعمدان, ولا يدلل بكلمات له, ولم يذكر العشاء الأخير, ولا أي دخول للقدس, ولا شيء من المفترض عمله يسوع كعمل خاص ورائع, ولكن هل كان يسوع موجود حقيقة، ام انه اسطورة تماما كبقية الاساطير؟
بولس الرسول من المفترض أنه قد رأى يسوع عبر رؤيا, نعم!, رؤيا, لاغير, هكذا مثل رائيل الذي شاهد كائنات غير أرضية واليوم لدينا الرائيليين المعتقدين بتناسخها ذاتها ومن هناك ولدت الانسانية, بنفس الصيغة ظهرت المسيحية. ومن المثير ان وثائق رومانية لرسائل متبادلة بين المندوب الروماني وعاصمته تشير الى ان "الانبياء" كانوا منتشرين في اورشليم وكان لكل واحد منهم زاويته يتكلم منها مع المستمعين الملتفين حوله. اي منهم كان يسوع؟ بمعنى اخر فوظيفة الانبياء كانت شائعة كطريقة للتعيش في ذلك العصر. وماجاء به يسوع هو مجموعة من الوصايا التي تعود الى " عدد" من نبياء ذلك العصر.