السبت، 10 مايو 2014



الإفتاء السني والموقف من داعش
2014/5/10

بغداد/ واي نيوز
 المجمع الفقهي ومجلس علماء المسلمين والمفتي ودارالافتاء والوقف السني ودعاة المساجد مدعوون لتحديد موقفهم بشكل واضح مما يجري باسم الدين، وصدام داعش مع المجتمع السني وتبني آراء متشددة..
 المتتبع لأحوال مقاتلي داعش في العراق التي تلهج بالمتناقضات، وتعج بها وسائل التواصل الإلكترونية، يجدهم يعكفون على كتابات السباعي وياسرالزعاترة وعبد الحليم طارق وابو محمد المقدسي وابو بصير الطرطوسي وابو قتادة الفلسطيني والظواهري والبغدادي والجولاني.. وهؤلاء قد أساءوا في استنباط الأدلّة الشرعية، وانجرفوا وراء بدع الخوارج، بالبت في النوازل بلا دليل، يلوون أعناق النصوص، تبريراً لواقعهم المتطرف، ولا يتورعون في التجرؤ على دماء الخلق، واستصدار الفتاوى الشاذة المنكرة لصالح منهجهم التكفيري، فتتولاَّها وسائلهم الإعلامية، بعباءاتها المسَيَّسة، ليعبروا بها البلدان من غير ضابط ولا أهلية، فيُغَرِرون بالشباب المسلم؛ فيوصف الإسلام عندئذٍ بالتشدّد والغلوّ، والتطرفِ والإرهابِ!!
ومنذ تكشّفت أسرار داعش، صار واضحاً للجميع أنها تعمل لمن وعلى اي منهج هي باقية وتتمدد. والذين استمروا في تعاطيهم مع داعش، لا شك أنهم يعون كل الوعي بأنهم سيكونون مهرجين لهؤلاء الغلاة، نعم في صفوف داعش هناك شباب، ربما لم يكن يهمهم سوى أن ينالوا الشهادة، بغض النظر عن عقيدة ومنهج البغدادي وأمرائه.
 إن مواقع الفيس بوك وتويتر واليوتيوب التي تحظى باهتمام ومتابعة الشباب لا تخلو من عمليات تجنيد واضحة لاستغلال ما يُسمى بالجهاديين، لشحن عاطفة الشباب لميادين الجهاد..
 ولا ينكر أي مراقب تقصير علماء سنة العراق في الجهود المبذولة في إيضاح حقيقة المكفرة، وذلك منذ أن انزاح تنظيم القاعدة امام الصحوات عام 2008، نعم وجدت جهود للشيخ ابي المنار العلمي والشيخ فتحي الموصلي والشيخ ابي قصي الغريري في فضح فكر ومنهج التكفير، ولكن هذه الجهود تظل فردية، وأما المشايخ في الوقف السني الذين سكتوا عن محاربة التكفير ربما لأنهم يحملون أجندات سياسية، او لأنهم يخافون من بطش مقاتلي التنظيمات التكفيرية، او هم جزء من اطراف اللعبة، وهم الوجه الشرعي لأولئك الأمراء المتطرفين!!
لقد عمل نظام البعث ومنذ عهد الرئيس احمد حسن البكر على ان لا يجعل لسنة العراق مرجعية شرعية، بل المفتي اصبح في عالم النسيان والشعور السني به في مكان آخر.
المفتي في زمان البعث (صوفي قبوري) وينبغي ان يكون قريبا من الدوري، والمفتون انذاك هم من أمثال عبداللطيف الهميم وعبد الرزاق السعدي وعبد الغفار العباسي وعبد السلام الكبيسي، والواحد من هؤلاء محاط بمجموعة من المخابرات والأمن الصدامي، وهم من يفتون في اذنه ويقولون له ماذا يفعل وكيف يتصرف وبما يفتي!!
 منذ عام 2004 حاول الشيخ حارث الضاري الإخواني، وضع اليد على صفة الافتاء، لسنة العراق، من خلال زعامته (هيئة علماء المسلمين)، لكنه حين خرج عن رؤى الاخوان وخطهم السياسي نبذه معظمهم، فترك العراق الى اليوم، وتركه غالب سنة العراق لسلبية فتاويه، ودفاعه عن القاعدة ومقاتلي الفكر التكفيري، في اكثر من حوار على قناة الجزيرة وغيرها..
 حاول الاخوان بعد الضاري وضع يدهم على صفة الإفتاء لسنة العراق مرة اخرى من خلال مجلس علماء العراق لكنهم فشلوا، فجاءوا على راس المجمع الفقهي بالعلامة احمد حسن الطه المتقارب معهم، وهم يراهنون على دعم الوقف السني للمجمع الذي فيه خيرة علماء وشيوخ اهل السنة (الاخوان والسلفية والصوفية) وأنهم راهنوا على نجاحه، ولكن المؤسف ان ثمن الصورة التي صنعها البعث لمفتي سنة العراق، افشال مشروع صناعة أكثرية سنية تتبع وتلتف حول مرجعية شرعية سنية متمثلة بالمجمع الفقهي لكبار علماء سنة العراق، وايضاً وقد مضى عام على تاسيس المجمع الفقهي ولم يصدر فتوى او بيان ضد الفكر التكفيري بالتحذير منه او بالتعريف به!..
اما السلفية فكانت لهم مغامرة في صناعة دار إفتاء خاص بهم نهاية عام 2003، جاء بها الشيخ العلامة صبحي السامرائي والشيخ عبدالحميد الراشدي والدكتور محمود المشهداني والدكتور فخري القيسي والشيخ مهدي الصميدعي والشيخ عبدالستار الجنابي وبدعم معظم الهيئات الشرعية للفصائل المسلحة السلفية، وأسسوا (الهيئة العليا للدعوة والإرشاد والفتوى) لكنهم فشلوا لأسباب عديدة من ابرزها، التمويل كونهم ليس لديهم دعم من الوقف السني، وانشغال معظم شيوخ الهيئة بقتال الامريكان، وانقسامهم في موضوع العمل السياسي وحكم نازلة الجهاد وحكم كتابة الدستور وحكم الدخول في البرلمان والحكومة!
واما الصوفية؛ فهم منذ البداية اعتمدوا على تقاليد أسسها لهم نظام البعث في رئاسة دار الإفتاء المعروفة عندهم ب(مفتي الديار العراقية) حيث تولى بعد العلامة عبدالكريم المدرس الصوفي هذا اللقب اكبر تلاميذه الشيخ جمال عبدالكريم الدبان الذي ترأس دار افتاء الصوفية حتى عام 2007 وبعد وفاته تم اختيار الشيخ رافع الرفاعي، المشهور بمواقفه المناصرة لحزب البعث جناح عزة الدوري، والذي لم تصدر منه أية فتوى تندد بالفكر التكفير المتطرف!!
واما آلِ السعدي؛ فهم مع امتلاكهم ذخيرة العلم، والتقدم به، الا انهم عرفوا بنصرتهم لحزب البعث، وسعيهم وراء المال السياسي، وخير شاهد على ذلك فشلهم في قيادة الحراك الشعبي السني، وفتواهم في حرمة الانتخاب عام 2014.. ومتابعتهم لأهواء البعث، ولم يذكر عنهم موقف ضد الفكر التكفيري!!
واما الشيخ الدكتور احمد الكبيسي، فانه صاحب جرأة على الصحابة ولسانه في مدح الشيعة اكثر منه في السنة، افقده قبوله عند عامة سنة العراق.. فضلا عن تاريخه المتناقض بين فكر جماعة التحرير والفكر الإخواني والصوفي احيانا والتشيع السياسي في احيان اخر!!
من هشام الهاشمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق