تمثال المتنبي في المكتبة الوطنية |
هذة القصيدة أغفلها الكثير من الباحثين وهم بالمئات وليس بالعشرات ...هي القصيدة التي قالها المتنبي في مرحلة الشباب ، ولكنه دفع ثمنها وهو في الرابعة والخمسين ..والعرب معروفون بالثأر لأي شئ يمسهم من سب وشتم وهجاء حتى لو كانت قصيدة
هي الحقيقة التي هم عليها ......ولكن البعض ذهب إلى تمسك المتنبي بمبادئه كما تمسك أخوال ضبة بمبادئهم في الثأر ( منهم فاتك الاسدي ويقال انه هو قاتل المتنبي )...
ولقد صادف أن مدح المتنبي نفسه في الكثير من النصوص ، ولكن للأسف الشديد عرف الناس
جميعاً قوله (الخيل والليل والبيداء تعرفني ....الخ النص المعروف ), وأنه قال مادمت أنا القائل هكذا فلايمكنني الهرب ، والقضية أن المتنبي لم يكن أمامه مجالاً للهرب نهائياً ، ووجد نفسه في وسط معركة شرف ينتقم فيها أخوال ضّبة مما أصاب نسبهم من سب وشتم وهجاء ....في قصيدة المتنبي هذه ...
ما أَنصَفَ القَومُ ضَبَّةْ
"وَأُمَّهُ الطُرطُبَّةْ
رَمَوا بِرَأسِ أَبيهِ"
"وَباكَوا الأُمَّ غُلُبَّةْ
فَلا بِمَن ماتَ فَخرٌ"
"وَلا بِمَن نيكَ رَغبَةْ
وَإِنَّما قُلتُ ما قُلـ"
"ـتُ رَحمَةً لا مَحَبَّةْ
وَحيلَةً لَكَ حَتّى"
"عُذِرتَ لَو كُنتَ تيبَه
وَما عَلَيكَ مِنَ القَتـ"
"ـلِ إِنَّما هِيَ ضَربَةْ
وَما عَلَيكَ مِنَ الغَد"
"رِ إِنَّما هُوَ سُبَّةْ
وَما عَلَيكَ مِنَ العا"
"رِ أنَّ أُمَّكَ قَحبَةْ
وَما يَشُقُّ عَلى الكَلـ"
"ـبِ أَن يَكونَ ابنَ كَلبَةْ
ما ضَرَّها مَن أَتاها"
"وَإِنَّما ضَرَّ صُلبَه
وَلَم يَنِكها وَلَكِن"
"عِجانُها ناكَ زُبَّه
يَلومُ ضَبَّةَ قَومٌ"
"وَلا يَلومونَ قَلبَه
وَقَلبُهُ يَتَشَهّى"
"وَيُلزِمُ الجِسمَ ذَنبَه
لَو أَبصَرَ الجِذعَ شَيئًا"
"أَحَبَّ في الجِذعِ صَلبَه
يا أَطيَبَ الناسِ نَفسًا"
"وَأَليَنَ الناسِ رُكبَةْ
وَأَخبَثَ الناسِ أَصلًا"
"في أَخبَثِ الأَرضِ تُربَةْ
وَأَرخَصَ الناسِ أُمًّا"
"تَبيعُ أَلفًا بِحَبَّةْ
كُلُّ الفُعولِ سِهامٌ"
"لِمَريَمٍ وَهيَ جَعبَةْ
وَما عَلى مَن بِهِ الدا"
"ءُ مِن لِقاءِ الأَطِبَّةْ
وَلَيسَ بَينَ هَلوكٍ"
"وَحُرَّةٍ غَيرُ خِطبَةْ
يا قاتِلًا كُلَّ ضَيفٍ"
"غَناهُ ضَيحٌ وَعُلبَةْ
وَخَوفُ كُلِّ رَفيقٍ"
"أَباتَكَ اللَيلُ جَنبَه
كَذا خُلِقتَ وَمَن ذا الـ"
"ـلَذي يُغالِبُ رَبَّه
وَمَن يُبالي بِذَمٍّ"
"إِذا تَعَوَّدَ كَسبَه
أَما تَرى الخَيلَ في النَخـ"
"ـلِ سُربَةً بَعدَ سُربَةْ
عَلى نِسائِكَ تَجلو"
"فَعولَها مُنذُ سَنبَةْ
وَهُنَّ حَولَكَ يَنظُر"
"نَ وَالأُحَيراحُ رَطبَةْ
وَكُلُّ غُرمولِ بَغلٍ"
"يَرَينَ يَحسُدنَ قُنبَهْ
فَسَل فُؤادَكَ يا ضَبـ"
"ـبَ أَينَ خَلَّفَ عُجبَهْ
وَإِن يَخُنكَ لَعَمري"
"لَطالَما خانَ صَحبَهْ
وَكَيفَ تَرغَبُ فيهِ"
"وَقَد تَبَيَّنتَ رُعبَهْ
ما كُنتَ إِلّا ذُبابًا"
"نَفَتكَ عَنّا مِذَبَّه
وَكُنتَ تَفخَرُ تيهًا"
"فَصِرتَ تَضرِطُ رَهبَةْ
وَإِن بَعُدنا قَليلًا"
"حَمَلتَ رُمحًا وَحَربَةْ
وَقُلتَ لَيتَ بِكَفّي"
"عِنانَ جَرداءَ شَطبَةْ
إِن أَوحَشَتكَ المَعالي"
"فَإِنَّها دارُ غُربَةْ
أَو آنَسَتكَ المَخازي"
"فَإِنَّها لَكَ نِسبَةْ
وَإِن عَرَفتَ مُرادي"
"تَكَشَّفَت عَنكَ كُربَةْ
وَإِن جَهِلتَ مُرادي"
"فَإِنَّهُ بِكَ أَشبَه