الشاعرة الإيرانية فروغ فرخزاد ( 1935- 1967)
ترجمة: حميد كشكولي
سوف يأتيني موتي يوما،
في ربيع مضيء بأمواج النور،
في شتاء مغبر في اقصاه،
أو خريف خلا من الصراخ و الأشواق.
سيأتيني موتي
في يوم من الأيام المرّة أو الحلوة،
في يوم عجيف مثل بقية الأيام،
يستمد ُّ ظلَّه من يومنا هذا و من الأمس.
عيوني كأنها دهاليز داكنة،
وجنتاي مثل الرخام البارد.
سيخطفني نوم فجائي،
وسافرغ من صراخ الألم والأنين.
يداي تزحفان على دفتري بهدوء،
فارغتين من سحر الشعر،
ذاكرة ً أيام كان دم ُ الشعر من يدي يبرق ويفور.
لا تني الأرض تهمس لي كل مرة ،
أن ثمة قادمون في الدرب إلى تربتي،
آه ! لعلهم عشاقي أتوا ليضعوا الورود في منتصف الليل على ضريحي الحزين.
و ستنزاح فيما بعد ستائر دنياي السوداء،
وستنسل عيون غريبة في أوراقي ودفاتري.
يدخل غرفتي شخص غريب على شرف ذكراي،
ويوقظ ذكرياتي،
و ثمة شعرة ، و بصمة يد ٍ، و مشط ٌ
تبقى متروكة أمام المرأة.
إنني أسير من ذاتي، و أبقى شيئا ما من ذاتي،
وسيكون الخراب مصير ما يتبقى ،
فروحي مثل شراع مركب ٍ ،
يلوح في الأفق البعيد.
تتسارع الأيام والأسابيع والشهور،
وقد نفد صبرها،
وعيونك تتشوف رسالةً،
وترنو إلى الدروب،
إلا أن الأرض تعصر جسدي البارد من كل الجهات،
فبدونك ، وبعيدة ً عن خفقان قلبك،
سيتهرأ قلبي هناك تحت التراب.
ولاحقا ،
سيغسل المطر والريح اسمي بنعومةٍ
على وجه الصخر،
ويبقى قبري مجهولا في الطريق،
خاليا من أساطير الشهرة و العار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق