عندما افتتحت مدينة الالعاب في الرصافة شكلت ظاهرة جديدة لم يراها الناس سابقا اذ كانت تفتح ابوابها طيلة ايام السنة وليس كما تعودوا ان تنصب الالعاب في ايام الاعياد فقط لترفع بعدها ، وكذلك فان الالعاب التي في هذه المدينة كانت على مستوى عالي وجديد ايضا لم يعرفه الناس من قبل ، اذا كانت العاب الاعياد التي اعتاد الناس عليها لا تتجاوز دولاب الهواء الخشبي او الحديدي الذي لا يتجاوز ارتفاعه الثلاثة الى اربعة امتار ويدار يدويا من قبل عامله اما دولاب هواء المدينة الجديدة فكان بارتفاع شاهق ربما ترى من فوقه مسافات بعيدة تتجاوز مساحة مدينة الالعاب ويدار كهربائيا بمجرد كبسة زر ، وكذلك كانت هناك مراجيح كبيرة تدور بركابها وتأرجحهم غير تلك المراجيح القديمة التي كانت تعمل من جذوع النخيل حيث ينصب جذعي نخيل عموديا ويربط بينهما حبلا يتدلى وفي منتصفه مقعد مصنوع من ليف النخيل ( كما تصنع التبلية التي يتسلق بها في صعود النخيل) ، ويهزالراكب في هذه الارجوحة يدويا بقوة دفع العامل عليه ليحلق راكبها عاليا بدون اي شروط امان لذلك كان يعتليها فقط الصبيان الجريئين ، وكذلك كان في هذه المدينه الجديدة قطار صغير يسير على سكة يركبه الاطفال وعوائلهم ليدور بهم في ارجاء المدينة بين الخضرة والماء ، وفيها ايضا عبّارة كبيرة ترتادها العوائل والصغاروالشباب لتمخر بهم عباب بحيرة جميلة انشأت مدينة الالعاب على حافتها ( البحيرة كانت مقلعا لكور صنع الطابوق تتجمع فيها المياه وتم تجديد مياهها وتشذيب حافاتها ) ، ومن ثم بعدها اضيفت لعبة جديدة كانت تستفز الشباب من الجنسين ليرتادوها تنفيسا عن روح المغامرة لديهم تلك هي لعبة الصحن الطائر الذي كان عبارة عن صحنا دائريا يدور بشكل متسارع ليصل الى سرعته النهائية وهو يتخذ وضعا مائلا او عموديا حيث تتصاعد صرخات الشابات والشباب اما خوفا او استهزاءا باللذين يصرخون خوفا او صار تقليدا متعارف عليه ، وكان البعض ينظر الى هذه اللعبة على انها اختبار للتحمل ، كما انشأت بعدها سكة الموت حيث تندفع مركبات بسرعة عالية صعودا الى ارتفاعات عالية وهبوط سريع منها يجعل الجميع يشهق منها ، كل هذه الالعاب وغيرها ممن هي لصغار الاطفال كانت تستخدم لقاء مبالغ قليلة كان باستطاعتنا توفيرها خلال الاعياد من العيديات التي كنا نحصل عليها من اهالينا واقاربنا لنذهب وننفقها على هذه الالعاب وربما كان الاهل يصحبونا في احد ايام العيد ليقضوا نهارا كاملا في هذه المدينة يتمتعون بحدائقها ويمتعون اطفالهم بالعابها ، فعلا كانت المتنفس الاول لاهالي بغداد والاولى من نوعها في العراق وربما الشرق الاوسط في تلك الفترة من اواسط الستينات .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق