الأحد، 9 أبريل 2017

اليوم الثاني و الـعشرون من حرب الحواسم 09 إبريل 2003م
معارك الأعظمية
- في ظهر يوم الأربعاء 9/4 وعند صلاة الظهر ظهر الرئيس العراقي صدام حسين على جسر الأئمة القريب جدا من المسجد ومعه سكرتيره الشخصي عبد حميد محمود و ولده قصي في سيارة
 BMW بيضاء , والتف حوله المواطنون يهتفون له , صدام الذي كان واقفا على سيارة أل BMW
 سأله أحد المواطنين في الأربعينات من العمر ويلبس دشداشة : "سيدي الريس شنو اللي صار بينا ؟" فأجابه صدام على سمع أذني :" انتظروا فد يومين , وتشوفون المفاجأة شنو اللي راح يصير بينا" ثم أقسم صدام أن يحتفل بعيد ميلاده في بغداد .
وقبل صلاة فجر يوم الخميس 10/4 خرجت من قصر الضيافة في الأعظمية عدد من السيارات من نوع "نيسان" لون أبيض , وذلك في الساعة الرابعة فجرا تقريبا كما ذكر من هم بجوار قصر الضيافة , وقبل صلاة الفجر بربع ساعة تقريباً بدأ القصف و إطلاق النار من جهة حي الصليخ , في منطقة الأعظمية حيث كان يوجد عدد من مقاتلي الجيش و الفدائين و المتطوعين العرب يبلغ عدد المقاتلين بالمئات تقريباً موزعين في مسجدين من مساجد المنطقة "مسجد العزيز الموجود قرب قصر الضيافة ", ومسجد النعمان القريب من جامع أبي حنيفة " .
ثم بدأ دخول مدرعات العدو من جهة حي المنصور وجهة ميدان عنتر , وتصدى لها المقاتلون الموزعون في طرفي الأعظمية , ونتيجة انسحاب فدائيي صدام الذي تم بصورة منظمة من جوار جامع أبي حنيفة فقد سيطرت القوات المتحالفة عليه مباشرة .
أصبحت المقاومة ضارية , فالقوات المتحالفة لا تعرف من أين يطلق عليها النار ؟ فهي بين جبهتين اثنتين , المقاومين القريبين من قصر الضيافة , والمقاومين القريبين من جامع الإمام أبي حنيفة .
في البداية تم تدمير و اعطاب ثلاث مدرعات للغزاة قادمة من جهة ميدان عنتر , ولم تستطيع المدرعات أن تتجاوز هذا الشارع العام لضراوة المقاومة , ولكن عندما فتحت منطقة الجامع وانسحب فدائيو صدام منها , ولقلة عدد المقاومين, قامت المدرعات بالدخول إلى منطقة ساحة المسجد وقامت بالتمركز فيها وتوالت المدرعات بالدخول إلى تلك المنطقة , ثم انسحب عدد كبير من المقاتلين إلى الحي القديم من الأعظمية إلى منطقة الشيوخ ,وكانت هناك المقاومة , قام أحد العراقيين بالتصدي ورفع صوته قائلا : أنا الأمير هنا , ومن يريد أن يعمل وحده ليذهب إلى جبهة أخرى , وأخذ بتنظيم المقاتلين كما يجب , وتوزيع العتاد كذلك عليهم , وقامت العائلات العراقية في الأعظمية بتزويد المقاتلين بالماء والشراب وشيء قليل من الطعام والعتاد مع الدعاء .
. لم تستطع القوات المتحالفة التصدي للمقاتلين , فقامت بوضع أربعة قناصة على ساعة المسجد باعتبارها أعلى منصة في الأعظمية , ثم أحضرت طائرتي أباتشي , وطائرة لرمي القنابل العنقودية , وطائرة مرتفعة جدا تصور مناطق المتطوعين لضربها , وطائرة مقاتلة , ودارت المعركة وبدأ إطلاق النار والقذائف من كل جانب .
وكانت نتيجة معركة الأعظمية خسارة الغزاة سبع مدرعات ما بين مدمرة و معطوبة , إضافة إلى مدرعة ثامنة هرب منها الجنود إلى حي السفينة التابع لمنطقة الأعظمية , ولكن التغطية الجوية اضطرت المتطوعين إلى الاختباء في البيوت , وأيضا لقلة العتاد الذي كان بحوزتهم , واستمرت المعركة من الخامسة فجرا إلى الساعة الواحدة ظهرا , وأسفرت عن سقوط 68 شهيدا من بينهم 17 متطوعا عربيا دفنوا في حديقة خلف جامع الإمام أبي حنيفة .
 * جولة صدام حسين في بغداد
-تجول صدام حسين صباح هذا اليوم في شوارع بغداد وفي الرصافة بالتحديد حيث سلك شارع الجامعة المستنصرية بعد ان وصلها من منطقة المنصور حيث مقر اقامته وسلك شارع فلسطين وكان عدد من المواطنين المتواجدين قرب الجامعة المستنصرية يصفق له ويحيه ومنهم عدد من رجال شرطة النجدة و رجال الإطفاء المشاركين بالمعارك المتواجدين في ساحة المستنصرية قرب نصب الاسرى العراقيين وكذلك منتسبو سيارات الاسعاف الذين يقومون بحراسة المنشات الحكومية ومساكن الاهالي ثم عرج الى منطقة الطالبية ومنها سلك شارع علوة جميلة باتجاه ساحة الـ 55 في مدينة صدام حيث ذهب للقاء اهالي المدينة الذين دافعوا عن المدينة دفاع الرجال الابطال ثم عاد الى شارع اكاديمية الفنون الجميلة وحياه المتواجدين قرب جسر الحديد الملاصق لدار الحرية للطباعة ثم سلك شارع حي الكسرة من نقابة الصحفيين العراقيين ووصل الى ساحة عنتر وهو يؤدي السلام لكل ضباط قوى الامن الداخلي ومفارز الجيش المتواجدين هناك ضمن تشكيلات فرع الاعظمية للحزب ووصل الى ساحة الامام الاعظم ابي حنيفة النعمان بعد ان صلى ركعتين في جامع بشر الحافي الزاهد المتصوف وعندما علم اهالي الاعظمية الذين بقوا في مساكنهم خرجوا رجالا ونساءا ليحييوه ويسلموا عليه فخرجت الناس من شارع سهام المتولي ومن الشارع الذي يؤدي الى الصليخ الجديد ومن النصة ومن راس الحواش ومن السفينة ومن شارع قاسم ابو الكص وعندما وجد ان العدد كبير جدا وبداؤوا يحيطون به من كل جانب ليسلموا عليه صعد على قمارة احدى السيارات وقد اهدته احدى العراقيات سبحة خاصة للصلاه فيها 101 خرزة ووضعتها على رقبته وكان يرافقه في حينه قصي صدام حسين المشرف على الحرس الجمهوري والفريق الاول الركن سلطان هاشم احمد وزير الدفاع ، وكان الفريق اول الركن سلطان هاشم يرتدي ملابس مدنية وهي بدلة رصاصية وقميص ابيض ، وقد وامضى القائد صدام حسين ليلته في مدينة الاعظمية حيث بات فيها وصلى صلاة الفجر في جامع بشر الحافي وكان معه حوالي اربعة من حمايته الشخصيين الذين كانوا يمتطون سيارتين بيك اب
وقد لحق بهم كل من علي حسن عبد المجيد والفريق الاول الركن ابراهيم عبد الستار رئيس اركان الجيش والفريق الاول الركن سيف الدين الراوي قائد قوات الحرس الجمهوري واعتقد ان معهم عبد الله ابن الفريق اول الركن ماهر عبد الرشيد و العقيد سعد صالح الناصري ابن عم الرئيس و احد رجال الحماية من منتسبي جهاز الامن الخاص
وقام اهالي الاعظمية بحراسة البيت الذي نام فيه صدام حسين حتى الصباح يتناوبون الخفارات فيما بينهم وجلبت النسوة الفطور الصباحي للحماية وماء الشرب الذي كانت الاعظمية تعاني من انقطاعه بسبب انقطاع التيار الكهربائي
شركة صهيونية نظمت مسرحية اسقاط التمثال في ساحة الفردوس:
-استمر القتال في كل المواقع ضد العدو فقد تسلل رتل من جهة جسر ديالى الى شرق بغداد وسلك السدة الترابية التي تفصل مدينة الامين والعبيدي ومدينة صدام عن باقي المناطق في غرب ديالى وقد كانت هذه السدة قد حفرت بها المواضع القتالية وتمركز فيها مقاتلو فرقتي الرصافة لجيش القدس ومنتسبو جهازي المخابرات والامن العامة الذين تدربوا على قتال الشوارع ونصب الكمائن و مقاتلو الجيش واستخدم العدو طائرات الهيلكوبتر لقصف مواقع المقاتلين واستشهد منهم الكثير .
ووصلت دبابات مسندة بالطائرات الهيلكوبتر الى وسط مدينة بغداد حيث شارع السعدون الذي كان خاليا تماما من المارة واكاد ان اجزم انه لايوجد فيه الا بعدد الاصابع ومن الذين كانوا حراسا للعمارات لانه تم اخلاء كافة المتاجر فيه من قبل الاهالي قبل العدوان في 18-3-2003 باسبوعين تقريبا خوفا من عمليات السلب والنهب واما الصحفيون في فندق فلسطين فان عدد المتبقي منهم قليل جدا بعد تعرضه لقصف امريكي بالدبابات ومقتل عدد منهم كما اوضحنا في وقائع اليوم الواحد و العشرين .
تقدمت دبابة امريكية امام عدسات شبكات التلفزة الامريكية نحو تمثال صدام حسين في ساحة الفردوس وكان يحيطون بها عدد من المرتزقة والعملاء من مجموعة احمد الجلبي وكل منهم كان يحمل بيده فاسا او الة حديدية للمشاركة في هذه المسرحية

. المسرحية التي نظمتها شركة علاقات عامة اسرائيلية مقرها في بولونيا وهي نفس الشركة التي نظمت الاحتفالات في الكويت عام 1991 بعد خروج الجيش العراقي منها وتقدم ضابط نقيب ليصعد نحو التمثال ويضع علم الولايات المتحدة الامريكية وكانت الشاشات الالكترونية تنقل هذه الوقائع للبنتاغون مباشرة وكذلك شبكة فوكس نيوز الا ان العلج الامريكي قام واستبدل العلم الامريكي بالعلم العراقي ودعي الصحفيون المتواجدين في فندق فلسطين الى تصوير هذه المسرحية وتم دفع من مليون الى 15 مليون دولار لكل قناة حسب اهميتها اذا اعادت بث هذه اللقطات وفد ذكر كتاب "أسلحة الخداع الشامل" أن شركة "علاقات عامة" هي التي أسقطت التمثال، لا الجيش الأميركي، وانها استأجرت 143 شخصاً لتنفيذ العملية على الطريقة الهوليودية .