تراثیات ... الدهدوانة وچقلمبات وسعید الحبنتري ... فاضل شناشیل
کانت أمي تعطينا المغربية الدواشك التي لم تكن بعيدة عن سطح البيت , فقد كانت أغلب الدواشك والمخاديد في غرفة الكبشكان التي كانت غرفتنا المفضلة نرمي منها الماء على اولاد الدرب و( نضم راسنا ) رغم أن لا أحد يستطيع رؤيتنا لان شبابيك الكبشكان كانت شناشيله وفتحاتها ناعمة بالكاد ترى نساء البيت مايجري بالدرب , أما الاخرين لايرون ما في البيت من خلال فتحات الشناشيل والخشب الجميل المتفنن فيها أيادي النجارين الاوائل ,تناولت كوزة الماء لأرش بها السطح ( حامي شامي ) وينزل أخي ليأتي بالماء من وسط الحوش ونتناوب على رش السطح الحار وبعد ها نقوم بفرش الحصران واحدا تلو الاخر جنبا الى جنب وتنادي أمي ( ولك تعال أخذ الدواشك مني , مو خدرت أيدي ) .
أركض مسرعا نحو الكبشكان ، وأخذ الدواشك للسطح نقوم بفرشها حسب الترتيب هذا دوشك أبي وهاي دوشك مالت أمي ودوشكي ودوشك اخوتي البقية ونبدأ برمي المخدات والچقلمبات فوقهن , وكان الحبل الفاصل بيننا من التيغة وحتى العمود الخشبي الموضوع ب (التنكة ) قد تهيئت بالقراصات والپردة البيضاء بيننا وبين فراشات خالتي . كانت أجمل ساحة للهو هي سطح البيت أثناء فرش الدواشك والچقلمبات يابو چقلمبات ونبدأ بسوالف المبالغات ونحن صغارآ . قال أخي الصغير يومآ . شايفين هاي النبولة مالت المنارة ؟ قلنا . أي شايفيها عالية , قال . چنت أني وعبودي دنفتر بالدربونه شفت أبرة بالگاع , چكت برجليناتنا , ردنا أنطلعها ماطلعت , جبنا قزمة وچاكوج وحفرنا حفرنا حفرنا هوایة آشو طلعتلنا منارة بعد حفرنا هواية هواية حفرنا لليل طلعت منارة وقبة وهسة دتشوفون هذا الجامع احنا لگيناه .
وحتى دخولي للابتدائية كنت مصدق نفسي أن أخي هو من اكتشف الجامع من باطن الارض , وفي اليوم الثاني نجتمع ثانية المغربية بالسطح لرواية أخرى ... ,
نهضنا في صباحية الفجر والذي كان يزعجني اكثر صوت ( الديج ) وكركرة الدجاجات وكنت اشاطر الدجاجات الراي فهن كن يتذمرن دوما من الزوج ( الديچ ) بصياحه العالي وغالبا ما كنت اسمع صوت حجي خليل جارنا يقول بصوت عالي اصبحنا واصبح الملك لله وتيغة بيتنا لم يكن عاليا فكان يصبح علينا قائلا صباح الخير ابو فضولي صباح الخير اختي ام فضولي وكانت اجابة ابي له بمثلها صباح الخير حجي وكان ذلك كله من وراء تيغة السطح والشمس قد بدأ توا بالشروق , ننهض جميعا قبل ان تحرقنا شمس الصباح وشبعنا من الجقلمبات ليلا فوق الدواشك ينزل ابي وبيده تنگة الماي ويحتضن اختي الصغيرة بينما تكون امي قد لملمت الدواشك وتنزلهن الى فناء الحوش . نادتني فضولي شمر المخاديد . أفرح لتلك الامنية وخاصة الشمر , اشمر حامي شامي انا واخي نتبادل رمي المخدات داخل الحوش . بينما تقول امي . ولك دشمرهن زين ؟ نضحك رغم نعاسنا والنوم الحلو . سقطت احدى المخدات على جدي النائم في فناء الحوش لا أتذكر ان كنت رميتها متعمدا أم ماذا . سمعته وهو يدردم قائلا مظروبت الچلوة أني الك ,, يستمر ضحكنا وحاولت ان اشمر المخدة الاخرى هالمرة متعمدا عليه لأرى ماذا سيعمل ولكنها اصابت تنگة الماي بجنبه فمالت وسقطت تنگة الماي وتبلل دوشك جدي ولم تنفع غطاء التنگة او قبغ الحصيرة المدورة . متنا ضحكا انا واخي وحجي خليل يقول من وراء التيغة , سويتولكم مكسورة دتضحكون . وحاولنا ان ننحني قليلا لكي لايرانا حجي خليل جارنا من وراء التيغة . اما امي فقالت ولكم تاليها وياكم . تناولنا افطارنا الخبز والشاي وماعون دبس وراشي . كان جدي ندافا ينهض متأخرا ليتناول بعدها تلك الخشبة الكبيرة وعليها وتد وذهبت معه یوما حاملا الچك الخشبي ثم ينادي بالدرابين . نداف . نداف دواشك نداف نداف لحفان دواشك نداف . سرعان ماينادونه تعال عيني نداف عدنا چم دوشك اشگد تاخذ عليهن ؟ اشگد يعني چم دوشك ؟چم دوشك مالتي ومالت ابو الجهال والجهال . مية وخمسين فلس ؟
اشدعوه يمعود , متگولي اشراح تندف ؟ شعدنا قابل دواشك مالت بيت الگيلاني لو السويدي . كان جدي ذو لسان حلو المذاق مع النساء سرعان مايقتنع حتى ولو ندف نص دواشك المحلة ابلاش . وحينما يعود الله لايراويكم لسان جدتي وتگعد اتدردم متگوللي اشبيك متعرف تتعامل وي النسوان بس ايضحكن بوجهك تندفلهن ابلاش . شنو مية فلس . كانت مهنة جدي شاقه يقوم بفتح خيط الدوشك واللحاف ويخرج القطن بجانب كل قطعة قماش لكي يعرف الكمية التي سوف تعاد ثانية بعد ندفها ومن ثم يقوم بشد الخشبة بعمود لتثبيتها ويتناول كمية من القطن العتيك المتماسك ويضرب بها مابين الوتر ويخرج البثول السوداء المتماسكة من القطن والبثول البييضاء ويتفتت القطن واشبع انا غبار القطن ومرة نزعت العرقجين من راسي فقال لي غاضبا ولك خلي العرقجين على راسك ولك دشوف هاي التمرات اشلون تتحشم من الله ومتغطية بالسعفات ,
رفعت رأسي لارى فعلا التمرات تحت السعفات واطلت النظر للتمر الذي لم يكن بعيدا عن السطح ولكنه وسط الحوش والتيغة بعيدة قليلا عن متناول يدي والنخلة تشمخ بارتفاع وسط البيت وبين حين وحين انزل لأتي بالماء البارد لجدي بالطاسة من الحب الچبير وأرى صاحبة البيت السوداء والتي كنت أخاف منها وكانت طيبة مع أطفال المحلة الى ابعد حد , ولكن لماذا كنت أخاف منها ! لأان أختي سردت لنا يومآ بالليل حكاية البزونة السودة وانگلبت الى مرية سودة وأنتقمت من رجلها وخرمشتها للرجال ومات ودفنوه بمقبرة الغزالي , تناولني المرآة السوداء الطيبة القلب بأبتسامتها قليلا من الدبس اتناولها مع الخبز ,كان دبسا ثخينا لم آعرف سر صناعته , وحين أعود وأسرد بالليل القصة لاخوتي واولاد محلتي الصغار كانوا يحذرونني منها , بعد لاتاكل دبس من بيتها ترى هذا بي زهرمار آشوية أشوية تخدر وتموت .أو قصة ابو سرحان ( الذئب ) وي الدجاجة أو موضوع أبو خميس ( الاسد ) .... من تلك القصص كانت قصة الكچة ( القبيحة ) التي بقيت تنقنق على زوجها الى أن مات .....
كانت بيت المرأة السوداء والتي عرفنا فيما بعد آنها من مدينة البصرة وبالذات الزبير جاءت لبغداد منذ عهد طويل و زوجها العم عبد كان أسمر اللون وروت لنا جارتنا أم سعد أنها عشقته وهربت معاه لبغداد ولم يخلفوا شيئا لحد الان , وكنا فيما بعد بعهد الصبا نناديها بالداده لكرمها علينا وابتسامتها لنا .. فبيتها قرب الدهدوانة ,.. كنا نصعد العربانة الخشبية التي صنعناها لانفسنا نحن خبراء الشنطرة والبلبل وهي مثلث خشبي وبها ثلاث عجلات ( بولبرينات ) وأجلس عليها فيدفعني أخي وسط الحوش , وحين يذهب أبي للعمل نغافله ونأخذه خارج البيت وأجمل مكان كانت الدهدوانة لايحتاج لأحد أن يدفعني فهي تتدحرج وتنزل سريعا نحو دربونة بيت الجاووش .كبرنا بعهد الصبا أحترمت الدادة السوداء لانها أكرم نساء العگد تحبنا جميعا لربما تمنت أن تصبح سمراء مثلنا وهي تعلم علم اليقين انها اجمل السوداوات لذا
عشقها العم عبد وترك الزبير ليعيش بيننا ..وكثيرا ماكان سعيد الحبنتري شايف نفسه كاشخ بالقاط الافرنجي ويتعيقل براسنا وأيسمعنا بساميره وأيگول الاهالي وين وهذول أهل الچراويات
وين عايشين لاع وفوگاها كل واحد منهم برجليه اليمني , لك بابا دشوفوا الافندية شيلبسون باينباغ وقايش بالبنطلون وسترة ابو الدگم وقندرة اورطللي , أما دادة السودة فكانت تضحك من سوالف سعيد الحبنتري من تسمعه بالشباك , وچنت اتمنه فرد يوم اشمر التنگة فوگ راسه وعدل وگبل على الفينة ( السدارة ) ,
بس يالله ،، خطيه ازگوردي وماعنده أمرية تغسل هدومه بالطشت .. بعد سنين طويلة ,, بعد ماتركنا المحلة لان صفحة محلتنا تعرضت للهدم بأوامر البلدية وامانة العاصمة وبقت بقية البيوت بالجهة الاخرى وانزالت الدهدوانة وباشرت الشفلات بالحفر لتوسعة المحلة .. رجعت ودگيت باب الجيران واحد واحد أسلم عليهم وأشتاقيت للدادة السودة , دگيت الباب , فتح سعيد الحبنتري الباب وظليت مستغرب ؛ ما حبيت أسلم عليه , سئلني أشرايد ؟ عمو سعيد دادة بالبيت ؟ ومن الحوش سمعت صوتها وگالت تعال فوت تعال , أشتهيت التمر لو تريد الدبس ؟ ضحكت وگلت اريد اسلم عليچ . باستني وضحكت وگلت دادة گبل جنتي اتبوسيني ومن اروح للبيت اغسل وجهي اگول بس لاتصير خدودي سودة .. ضحكت من كل گلبها ..طلعت من يمها وگلت والله خوش أمرية خلت سعيد يمها نزل بالحوش خطية ماعنده أحد ..
بالدرب جاوبني صديقي ثوري ( ثائر ) أبن حفافة المحلة ، تدري خطية ، عمو عبد البصراوي مات من زمان ، وبقت الدادة السودة بوحدها مترملة و ولد الحلال بالدربونة حچوا وي سعيد الحبنتري وهو خوش ولد وأتزوج الداده السوده ...
ذکریات ....
في الصور
النداف فوق السطوح ...
فوق سطوح محلة باب الشيخ 1950
الكبشكان في اغلب البيوتات البغدادية
کانت أمي تعطينا المغربية الدواشك التي لم تكن بعيدة عن سطح البيت , فقد كانت أغلب الدواشك والمخاديد في غرفة الكبشكان التي كانت غرفتنا المفضلة نرمي منها الماء على اولاد الدرب و( نضم راسنا ) رغم أن لا أحد يستطيع رؤيتنا لان شبابيك الكبشكان كانت شناشيله وفتحاتها ناعمة بالكاد ترى نساء البيت مايجري بالدرب , أما الاخرين لايرون ما في البيت من خلال فتحات الشناشيل والخشب الجميل المتفنن فيها أيادي النجارين الاوائل ,تناولت كوزة الماء لأرش بها السطح ( حامي شامي ) وينزل أخي ليأتي بالماء من وسط الحوش ونتناوب على رش السطح الحار وبعد ها نقوم بفرش الحصران واحدا تلو الاخر جنبا الى جنب وتنادي أمي ( ولك تعال أخذ الدواشك مني , مو خدرت أيدي ) .
أركض مسرعا نحو الكبشكان ، وأخذ الدواشك للسطح نقوم بفرشها حسب الترتيب هذا دوشك أبي وهاي دوشك مالت أمي ودوشكي ودوشك اخوتي البقية ونبدأ برمي المخدات والچقلمبات فوقهن , وكان الحبل الفاصل بيننا من التيغة وحتى العمود الخشبي الموضوع ب (التنكة ) قد تهيئت بالقراصات والپردة البيضاء بيننا وبين فراشات خالتي . كانت أجمل ساحة للهو هي سطح البيت أثناء فرش الدواشك والچقلمبات يابو چقلمبات ونبدأ بسوالف المبالغات ونحن صغارآ . قال أخي الصغير يومآ . شايفين هاي النبولة مالت المنارة ؟ قلنا . أي شايفيها عالية , قال . چنت أني وعبودي دنفتر بالدربونه شفت أبرة بالگاع , چكت برجليناتنا , ردنا أنطلعها ماطلعت , جبنا قزمة وچاكوج وحفرنا حفرنا حفرنا هوایة آشو طلعتلنا منارة بعد حفرنا هواية هواية حفرنا لليل طلعت منارة وقبة وهسة دتشوفون هذا الجامع احنا لگيناه .
وحتى دخولي للابتدائية كنت مصدق نفسي أن أخي هو من اكتشف الجامع من باطن الارض , وفي اليوم الثاني نجتمع ثانية المغربية بالسطح لرواية أخرى ... ,
نهضنا في صباحية الفجر والذي كان يزعجني اكثر صوت ( الديج ) وكركرة الدجاجات وكنت اشاطر الدجاجات الراي فهن كن يتذمرن دوما من الزوج ( الديچ ) بصياحه العالي وغالبا ما كنت اسمع صوت حجي خليل جارنا يقول بصوت عالي اصبحنا واصبح الملك لله وتيغة بيتنا لم يكن عاليا فكان يصبح علينا قائلا صباح الخير ابو فضولي صباح الخير اختي ام فضولي وكانت اجابة ابي له بمثلها صباح الخير حجي وكان ذلك كله من وراء تيغة السطح والشمس قد بدأ توا بالشروق , ننهض جميعا قبل ان تحرقنا شمس الصباح وشبعنا من الجقلمبات ليلا فوق الدواشك ينزل ابي وبيده تنگة الماي ويحتضن اختي الصغيرة بينما تكون امي قد لملمت الدواشك وتنزلهن الى فناء الحوش . نادتني فضولي شمر المخاديد . أفرح لتلك الامنية وخاصة الشمر , اشمر حامي شامي انا واخي نتبادل رمي المخدات داخل الحوش . بينما تقول امي . ولك دشمرهن زين ؟ نضحك رغم نعاسنا والنوم الحلو . سقطت احدى المخدات على جدي النائم في فناء الحوش لا أتذكر ان كنت رميتها متعمدا أم ماذا . سمعته وهو يدردم قائلا مظروبت الچلوة أني الك ,, يستمر ضحكنا وحاولت ان اشمر المخدة الاخرى هالمرة متعمدا عليه لأرى ماذا سيعمل ولكنها اصابت تنگة الماي بجنبه فمالت وسقطت تنگة الماي وتبلل دوشك جدي ولم تنفع غطاء التنگة او قبغ الحصيرة المدورة . متنا ضحكا انا واخي وحجي خليل يقول من وراء التيغة , سويتولكم مكسورة دتضحكون . وحاولنا ان ننحني قليلا لكي لايرانا حجي خليل جارنا من وراء التيغة . اما امي فقالت ولكم تاليها وياكم . تناولنا افطارنا الخبز والشاي وماعون دبس وراشي . كان جدي ندافا ينهض متأخرا ليتناول بعدها تلك الخشبة الكبيرة وعليها وتد وذهبت معه یوما حاملا الچك الخشبي ثم ينادي بالدرابين . نداف . نداف دواشك نداف نداف لحفان دواشك نداف . سرعان ماينادونه تعال عيني نداف عدنا چم دوشك اشگد تاخذ عليهن ؟ اشگد يعني چم دوشك ؟چم دوشك مالتي ومالت ابو الجهال والجهال . مية وخمسين فلس ؟
اشدعوه يمعود , متگولي اشراح تندف ؟ شعدنا قابل دواشك مالت بيت الگيلاني لو السويدي . كان جدي ذو لسان حلو المذاق مع النساء سرعان مايقتنع حتى ولو ندف نص دواشك المحلة ابلاش . وحينما يعود الله لايراويكم لسان جدتي وتگعد اتدردم متگوللي اشبيك متعرف تتعامل وي النسوان بس ايضحكن بوجهك تندفلهن ابلاش . شنو مية فلس . كانت مهنة جدي شاقه يقوم بفتح خيط الدوشك واللحاف ويخرج القطن بجانب كل قطعة قماش لكي يعرف الكمية التي سوف تعاد ثانية بعد ندفها ومن ثم يقوم بشد الخشبة بعمود لتثبيتها ويتناول كمية من القطن العتيك المتماسك ويضرب بها مابين الوتر ويخرج البثول السوداء المتماسكة من القطن والبثول البييضاء ويتفتت القطن واشبع انا غبار القطن ومرة نزعت العرقجين من راسي فقال لي غاضبا ولك خلي العرقجين على راسك ولك دشوف هاي التمرات اشلون تتحشم من الله ومتغطية بالسعفات ,
رفعت رأسي لارى فعلا التمرات تحت السعفات واطلت النظر للتمر الذي لم يكن بعيدا عن السطح ولكنه وسط الحوش والتيغة بعيدة قليلا عن متناول يدي والنخلة تشمخ بارتفاع وسط البيت وبين حين وحين انزل لأتي بالماء البارد لجدي بالطاسة من الحب الچبير وأرى صاحبة البيت السوداء والتي كنت أخاف منها وكانت طيبة مع أطفال المحلة الى ابعد حد , ولكن لماذا كنت أخاف منها ! لأان أختي سردت لنا يومآ بالليل حكاية البزونة السودة وانگلبت الى مرية سودة وأنتقمت من رجلها وخرمشتها للرجال ومات ودفنوه بمقبرة الغزالي , تناولني المرآة السوداء الطيبة القلب بأبتسامتها قليلا من الدبس اتناولها مع الخبز ,كان دبسا ثخينا لم آعرف سر صناعته , وحين أعود وأسرد بالليل القصة لاخوتي واولاد محلتي الصغار كانوا يحذرونني منها , بعد لاتاكل دبس من بيتها ترى هذا بي زهرمار آشوية أشوية تخدر وتموت .أو قصة ابو سرحان ( الذئب ) وي الدجاجة أو موضوع أبو خميس ( الاسد ) .... من تلك القصص كانت قصة الكچة ( القبيحة ) التي بقيت تنقنق على زوجها الى أن مات .....
كانت بيت المرأة السوداء والتي عرفنا فيما بعد آنها من مدينة البصرة وبالذات الزبير جاءت لبغداد منذ عهد طويل و زوجها العم عبد كان أسمر اللون وروت لنا جارتنا أم سعد أنها عشقته وهربت معاه لبغداد ولم يخلفوا شيئا لحد الان , وكنا فيما بعد بعهد الصبا نناديها بالداده لكرمها علينا وابتسامتها لنا .. فبيتها قرب الدهدوانة ,.. كنا نصعد العربانة الخشبية التي صنعناها لانفسنا نحن خبراء الشنطرة والبلبل وهي مثلث خشبي وبها ثلاث عجلات ( بولبرينات ) وأجلس عليها فيدفعني أخي وسط الحوش , وحين يذهب أبي للعمل نغافله ونأخذه خارج البيت وأجمل مكان كانت الدهدوانة لايحتاج لأحد أن يدفعني فهي تتدحرج وتنزل سريعا نحو دربونة بيت الجاووش .كبرنا بعهد الصبا أحترمت الدادة السوداء لانها أكرم نساء العگد تحبنا جميعا لربما تمنت أن تصبح سمراء مثلنا وهي تعلم علم اليقين انها اجمل السوداوات لذا
عشقها العم عبد وترك الزبير ليعيش بيننا ..وكثيرا ماكان سعيد الحبنتري شايف نفسه كاشخ بالقاط الافرنجي ويتعيقل براسنا وأيسمعنا بساميره وأيگول الاهالي وين وهذول أهل الچراويات
وين عايشين لاع وفوگاها كل واحد منهم برجليه اليمني , لك بابا دشوفوا الافندية شيلبسون باينباغ وقايش بالبنطلون وسترة ابو الدگم وقندرة اورطللي , أما دادة السودة فكانت تضحك من سوالف سعيد الحبنتري من تسمعه بالشباك , وچنت اتمنه فرد يوم اشمر التنگة فوگ راسه وعدل وگبل على الفينة ( السدارة ) ,
بس يالله ،، خطيه ازگوردي وماعنده أمرية تغسل هدومه بالطشت .. بعد سنين طويلة ,, بعد ماتركنا المحلة لان صفحة محلتنا تعرضت للهدم بأوامر البلدية وامانة العاصمة وبقت بقية البيوت بالجهة الاخرى وانزالت الدهدوانة وباشرت الشفلات بالحفر لتوسعة المحلة .. رجعت ودگيت باب الجيران واحد واحد أسلم عليهم وأشتاقيت للدادة السودة , دگيت الباب , فتح سعيد الحبنتري الباب وظليت مستغرب ؛ ما حبيت أسلم عليه , سئلني أشرايد ؟ عمو سعيد دادة بالبيت ؟ ومن الحوش سمعت صوتها وگالت تعال فوت تعال , أشتهيت التمر لو تريد الدبس ؟ ضحكت وگلت اريد اسلم عليچ . باستني وضحكت وگلت دادة گبل جنتي اتبوسيني ومن اروح للبيت اغسل وجهي اگول بس لاتصير خدودي سودة .. ضحكت من كل گلبها ..طلعت من يمها وگلت والله خوش أمرية خلت سعيد يمها نزل بالحوش خطية ماعنده أحد ..
بالدرب جاوبني صديقي ثوري ( ثائر ) أبن حفافة المحلة ، تدري خطية ، عمو عبد البصراوي مات من زمان ، وبقت الدادة السودة بوحدها مترملة و ولد الحلال بالدربونة حچوا وي سعيد الحبنتري وهو خوش ولد وأتزوج الداده السوده ...
ذکریات ....
في الصور
النداف فوق السطوح ...
فوق سطوح محلة باب الشيخ 1950
الكبشكان في اغلب البيوتات البغدادية